نام کتاب : عدة الداعي ونجاح الساعي نویسنده : ابن فهد الحلي جلد : 1 صفحه : 237
حمل رقيق وضعية في ارض موسى بن عمران وضعا رقيقا قال : فلما بلغ موسى بلاده قال : يا رب بما بلغت هذا ما أرى ؟ قال تعالى : ان عبدي هذا يصبر [1] على بلائي ويرضى [2] بقضائي ويشكر على نعمائي [3] الخامس عشر روى الحسن بن أبي الحسن الديلمي في كتابه عن وهب بن منية ( منبه ) قال : أوحى الله تعالى إلى داود يا داود من أحب حبيبا صدق قوله ، ومن رضى بحبيب رضى بفعله ، ومن وثق بحبيب اعتمد عليه ، ومن اشتاق إلى حبيب جد في السير إليه ، يا داود ذكرى للذاكرين ، وجنتي للمطيعين ، وحبى ، للمشتاقين ، وانا خاصة للمحبين .
[1] عن أبي يعفور عن أبي عبد الله ( ع ) قال : الصبر رأس الايمان . قال : في ( مرآة ) : الصبر حبس النفس عن الجزع عند المكروه ، وهو يمنع الباطن عن الاضطراب واللسان عن الشكاية والأعضاء عن الحركات الغير المعتادة ، وان الصبر يكون على البلاء وعلى فعل الطاعة ، وعلى ترك المعصية وعلى سوء أخلاق الخلق قوله : رأس الايمان هو من قبيل تشبيه المعقول بالمحسوس ، ووجه الشبه : ان الانسان ما دام في تلك النشأة هو مورد للمصائب ومحل للحوادث ومبتلى بتحمل الأذى من بنى نوعه في المعاملات ومكلف بفعل الطاعات وترك المنهيات والمشتهيات وكل ذلك ثقيل على النفس لا تشتهيها بطبعها فلابد أن يكون فيه قوة ثابتة وملكة راسخة بها يقتدر على حبس النفس على هذه الأمور الشاقة وهي المسماة بالصبر ، ومن البين ان الايمان الكامل بل نفس التصديق أيضا يبقى ببقائه ويفنى بفنائه فلذلك هو من الايمان بمنزلة الرأس من الجسد ( مرآة ) . بعد التلخيص . [2] عن أبي عبد الله ( ع ) قال : ان أعلم الناس بالله أرضاهم بقضاء الله تعالى قال في ( مرآة ) في معنى الحديث : يدل على أن الرضا بالقضاء تابع للعلم والمعرفة ، وانه قابل للشدة والضعف مثلهما ، وذلك لان الرضا مبنى على العلم بأنه سبحانه قادر قاهر عدل حكيم لطيف بعباده لا يفعل بهم الا الأصلح وانه المدبر للعالم وبيده نظامه فكلما كان العلم بتلك الأمور أتم كان الرضا بقضائه أكمل وأعظم ، وأيضا الرضا من ثمرات المحبة والمحبة تابعة للمعرفة فإذا كملت المحبة كلما أتاه من محبوبه التذ به هذه أعلى مدارج الكمال ( مرآة ) . [3] قد ذكرنا معنى الشكر في ص 225 عند ذكر علاج العجب ذيلا بالتفصيل .
نام کتاب : عدة الداعي ونجاح الساعي نویسنده : ابن فهد الحلي جلد : 1 صفحه : 237