نام کتاب : عدة الداعي ونجاح الساعي نویسنده : ابن فهد الحلي جلد : 1 صفحه : 216
نفسه هذه الأسباب وضررها وما يصير إليه مآلها فيقل رغبته عنها ، ويقبل إلى الله بقلبه فان العاقل لا يرغب فيما يكثر عليه ضرره ، ويكفيه ان الناس لو علموا ما في باطنه من قصد الرياء واظهاره الاخلاص لمقتوه ، وسيكشف الله تعالى عن سره حتى يبغضه إليهم ويعرفهم انه مراء ممقوت عند الله ، ولو أخلص لله لكشف الله لهم اخلاصه وحببه إليهم وسخرهم له وأطلق ألسنتهم بحمده . روى أن رجلا من بني إسرائيل قال : لأعبدن الله عبادة أذكر بها فمكث مدة مبالغا في الطاعات ، وجعل لا يمر بملاء من الناس الا قالوا : متصنع مراء ، فأقبل على نفسه وقال : قد أتعبت نفسك وضيعت عمرك في لا شئ ، فينبغي ان تعمل لله سبحانه ، فغير نيته وأخلص عمله لله تعالى [1] فجعل لا يمر بملاء من الناس الا قالوا : ورع تقى . ومثل هذا ا لحديث ما سبق من قوله عليه السلام : عليك ستره وعلى اظهاره . وقولهم عليهم السلام ان الله يقسم الثناء كما يقسم الرزق [2] . مع أن مدح الناس لا ينفعه وهو مذموم عند الله ومن أهل النار ، وذمهم لا يضره وهو محمود عند الله في زمرة المقربين وكيف يضره ذمهم أو كيدهم والنبي صلى الله عليه وآله يقول : من آثر محامد الله على محامد الناس كفاة الله مؤنة الناس . وقال النبي صلى الله عليه وآله : من أصلح أمر آخرته أصلح الله أمر دنياه ، ومن أصلح ما بينه وبين الله أصلح الله ما بينه وبين الناس . وينبغي ان يذكر شدة حاجته وقوة فاقته يوم القيامة إلى ثواب أعماله فإنه ( يوم لا ينفع فيه مال ولا بنون الامن اتى بقلب سليم ) [3] ( ولا يجزى والد عن
[1] قد مر آنفا في ص 213 معنى النية وكيفية خلوصها لله ذيلا راجع إليه . [2] هذا جزء من الحديث الآتي في ص 220 . [3] فسر ذلك اليوم بان قال ( يوم لا ينفع مال ولا بنون الشعراء ) 88 . إذ لا يتهيأ لذي مال مال ان يفتدى من شدائد ذلك اليوم به ، ولا يتحمل من صاحب البنين بنوه شيئا من معاصيه قوله : الا من اتى الله بقلب سليم أي من الشرك والشك وقيل : سليم من الفساد والمعاصي ، وإنما خص القلب بالسلامة لأنه إذا سلم القلب سلم ساير الجوارح من الفساد من حيث إن الفساد بالجارحة لا يكون إلا عن قصد بالقلب الفاسد .
نام کتاب : عدة الداعي ونجاح الساعي نویسنده : ابن فهد الحلي جلد : 1 صفحه : 216