نام کتاب : عدة الداعي ونجاح الساعي نویسنده : ابن فهد الحلي جلد : 1 صفحه : 211
واما المذموم فهو أن يكون فرحه لقيام منزلته عندهم ليمدحوه ويعظموه ويقوموا بقضاء حاجاته ، ويقابلوه بالاكرام والتوقير فهذا رياء حقيقي ، وانه محبط للعمل وناقله من كفة الحسنات إلى كفة السيئات ، ومن ميزان الرجحان إلى ميزان الخسران ، ومن درجات الجنان إلى دركات النيران . واعلم أن أصل الرياء حب الدنيا ونسيان الآخرة ، وقلة التفكر فيما عند الله ، وقلة التأمل في آفات الدنيا وعظيم نعم الآخرة واصل ذلك كله حب الدنيا وحب الشهوات ، وهو رأس كل خطيئة ، ومنبع كل ذنب لان العبادة إذا كانت لله تعالى كانت خالية من كل مشوب ( شوب ) لا يريد بها الا وجه الله تعالى والدار الآخرة ، وميل الانسان إلى حب ا لجاه ، والمنزلة في قلوب الناس ، والرغبة في نعيم الدنيا ، هو الذي يعطب القلب ، ويحول بينه وبين التفكر في العاقبة والاستضاءة بنور العلوم الربانية . فان قلت : فمن صادف في نفسه كراهة الرياء وحملته الكراهة على الاباء والبغض له فإنه لا يريد بعمله الا الله فقط ، ولا يزيده اطلاع الناس عليه هزة ونشاطا في عمله [1] .
[1] قال أمير المؤمنين ( ع ) : ثلاث علامات للمرائي : ينشط إذا ر أي الناس ، ويكسل إذا كان وحده ويحب ان يحمد في جميع أموره . قوله : ينشط أي طابت نفسه للعمل وغيره والنشاط يكون قبل العمل وباعثا للشروع فيه ويكون بعده وسببا لتطويله وتجويده قوله : في جميع أعوره أي في جميع طاعاته وتركه للنهيات أو الأعم منهما ومن أمور الدنيا ( مرآة ) .
نام کتاب : عدة الداعي ونجاح الساعي نویسنده : ابن فهد الحلي جلد : 1 صفحه : 211