responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : عدة الداعي ونجاح الساعي نویسنده : ابن فهد الحلي    جلد : 1  صفحه : 209


وهنا مكيدة أخرى للشيطان أضيق من الأولى فاجهد في سدها ولا تسلطه على فتح بابها فيفتحها فإذا فتحها قوى على غيرها ، وهو ان يقول لك الشيطان : اترك ا لعمل لئلا يظن الناس بك خيرا وتشتهر به وأحب العباد إلى الله الأتقياء الأخفياء [1] وإذا عرفت بين الناس بالعبادة لم يكن لك حظ في هذا الوصف .
فاعلم أن الواجب عليك مراعاة قلبك ولا عليك إذا رأوك أو شهرت وقلبك واحد من علمهم بك وعدمه ، وكيف لا تشتهر وهو تعالى يقول : عليك ستره وعلى اظهاره بل عليك التحفظ من قلبك ان لا يكون فيه ميل لمحبة ذلك بالتفكر في قلة الجدوى بمدحهم وذمهم والزهد فيهم ، والنظر إلى احتياجك في عرصة القيامة إلى عملك ، والفكر في نعيم الآخرة فلا تترك العمل فان الآفة كل الآفة في ترك العمل فان العمل مطردة للشيطان ، وسبب الخشوع وتنشط النفس ، وتشوقها إلى عمل الآخرة ، وترك العمل على الضد من ذلك .
فان قلت : يمنعني عن الدعاء وعن كثير من الافعال البر تعذر الاتيان بها على حقيقة الاخلاص على ما عرفت الاخلاص بقوله : ما بلغ عبد حقيقة الاخلاص حتى لا يحب ان يحمد على شئ من عمل الله [2] وان الانسان يعمل لله مخلصا لكن إذا عرفه الناس ربما اثنى عليه بذلك فيسره ولا يكاد ينفك عن هذا الا فيما يقل ، وكذا الانسان يكون في الصلاة والدعاء مخلصا الله سبحانه فربما يطلع عليه مطلع فيسره ذلك ، وقد ذكرت ان الرياء مع ما فيه من فوات الثواب يؤدى إلى اليم العذاب .
فاعلم أن رسول الله صلى الله عليه وآله سئل عن ذلك فيما رواه المفسرون عن سعيد بن جبير قال : جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وآله فقال : انى أتصدق وأصل الرحم ، ولا أ صنع ذلك الا لله ، .
فيذكر منى واحمد عليه فيسرني ذلك واعجب به [3] فكست رسول صلى الله عليه وآله ولم يقل :



[1] إشارة إلى الرواية المتقدمة في ص 206 .
[2] وذكر الحديث بتمامه في أول فصل الرياء ص 203
[3] أعجب بنفسه بالبناء للمجهول : إذا تكبر وترفع فهو معجب ( المجمع ) .

نام کتاب : عدة الداعي ونجاح الساعي نویسنده : ابن فهد الحلي    جلد : 1  صفحه : 209
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست