responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : عدة الداعي ونجاح الساعي نویسنده : ابن فهد الحلي    جلد : 1  صفحه : 20


اخرا بلفظ لا يفيد القذف في عرف القائل لم يكن قاذفا ولم يتوجه عليه عقوبة وإن كان ذلك اللفظ مفيدا للقذف في عرف غيره ، فعلم أن اعراب الألفاظ في الدعا ليس شرطا في اجابته والإثابة عليه ، بل هو شرط في تمامية فضيلته وكمال منزلته وعلو مرتبته .
وخرج [1] قول الجواد عليه السلام : ودعائه الله من حيث لا يلحن مخرج المدح ، وذلك أن الدعا إذا لم يكن ملحونا كان ظاهر الدلالة في معناه ، والألفاظ الظاهر الدلالة في معانيها أفضل من الألفاظ المتأولة ولهذا كانت الحقيقة أفضل [2] من المجاز والمبين أولى من المجمل .
وأيضا فإنه أفصح والفصاحة مرادة في الدعا وخصوصا إذا كان مقولا عن الأئمة عليهم السلام ليدل على فصاحة المنقول عنه وفيه اظهار لفضيلة المعصوم .
وأيضا فان اللفظ إذا كان معربا لم ينفر عنه طبع السامع إذا كان نحويا وإذا سمعه ملحونا نفر طبعه عنه وربما تألم منه قيل : سمع الأعمش [3] رجلا يتكلم ويلحن في كلامه فقال : من هذا الذي يتكلم وقلبي منه يتألم ؟ .
وروى أن رجلا قال لرجل : أتبيع هذا الثوب ؟ فقال : لا عافاك الله فقال : لقد علمتم لو تعلمون قل : لا وعافاك الله .
وروى أن رجلا قال لبعض الأكابر وقد سئله عن شئ فقال : لا وأطال الله بقاك فقال :
ما رأيت واوا أحسن موقعا من هذه .
وقوله عليه السلام : ان الدعاء الملحون لا يصعد إلى الله : أي لا يصعد ملحونا إليه يشهد عليه الحفظة بما يوجبه اللحن إذا كان مغيرا للمعنى ، ويجازى عليه كذلك بل يجازيه على قدر قصده ومراده من دعائه .
ويؤيد ذلك ما رواه محمد بن يعقوب عن علي بن إبراهيم عن أبيه عن النوفلي



[1] خرج المسألة : وجهها أي بين لها وجها . ( المجمع )
[2] كون استعمال اللفظ في المعنى الحقيقي أفضل منه في المجاز عدم احتياجه إلى ا لقرينة .
[3] الأعمش نحوى هو إسماعيل بن مهران .

نام کتاب : عدة الداعي ونجاح الساعي نویسنده : ابن فهد الحلي    جلد : 1  صفحه : 20
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست