responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : عدة الداعي ونجاح الساعي نویسنده : ابن فهد الحلي    جلد : 1  صفحه : 19


فاعلم أيدك [1] الله انه لما كان الواقع خلاف ما دل عليه ظاهر الخبرين عدل الناس إلى تأويلهما ، فبعض قال : الدعاء الملحون دعاء الانسان على نفسه في حالة ضجرة بما فيه ضررها واستشهد على ذلك بقوله تعالى : ( ولو يعجل الله للناس الشر استعجالهم للخير لقضى إليهم اجلهم ) قال المفسرون : أي ولو يعجل الله للناس الشر أي إجابة دعائهم في الشر إذا دعوا به على أنفسهم وأهليهم عند الغيظ [2] والضجر مثل قول الانسان : رفعني الله من بينكم . استعجالهم بالخير أي كما يعجل لهم إجابة الدعوة بالخير إذا استعجلوه بالخير لقضى إليهم اجلهم لفرغ من اهلاكهم ، ولكن سبحانه تعالى لا يعجل لهم الهلاك بل يمهلهم [3] حتى يتوبوا وقال بعضهم : الدعاء الملحون دعاء الوالد على ولده في حال ضجره منه لان النبي صلى الله عليه وآله سئل الله عز وجل : ان لا يستجيب دعاء محب على حبيبه .
وبعضهم قال : الذي لا يكون جامعا لشرايطه والكل بمعزل عن التحقيق لان مقدمة الخبر لا تدل على ذلك لان الكلام قد ورد في معرض مدح النحو .
بل التحقيق ان نقول : اما الخبر الأول فالمراد من قوله عليه السلام : ان الدعاء الملحون لا يصعد إلى الله عز وجل أي لا يسمعه ملحونا ، ويجازى عليه جاريا على لحنه مقابلا له بما دل ظاهر لفظة عليه بل يجازى على قصد الانسان من دعائه .
كما سمع من بعضهم يقول عند زيارته المعصوم عليهم السلام : واشهد انك قتلت وظلمت وغصبت بفتح أول الكلمة ، ومن المعلوم بالضرورة ان هذا الدعا لو سمع منه جاريا على لحنه لحكمنا بارتداده ووجوب تعزيره ولم يقل : به أحد ، فدل ذلك على ا ن الدعا لا يجزى ( يجرى ) على ظاهر لفظة إذا كان المقصود منه غير ذلك .
ويدل عليه أيضا اجماع الفقهاء على الله تعالى درجاتهم على أن الانسان ( انسانا ) لو قذف [4]



[1] الأيد : الصلب والقوة يق أيدته : قويته ( ق )
[2] الغيظ : الغضب . يونس : 11
[3] مهلته وأمهلته : أنظرته .
[4] قذف المحصنة : رماها بالفاحشة ( المجمع )

نام کتاب : عدة الداعي ونجاح الساعي نویسنده : ابن فهد الحلي    جلد : 1  صفحه : 19
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست