نام کتاب : عدة الداعي ونجاح الساعي نویسنده : ابن فهد الحلي جلد : 1 صفحه : 198
وروى في زبور داود عليه السلام يقول الله تبارك وتعالى : يا بن آدم تسئلني وأمنعك لعلمي بما ينفعك ، ثم تلح على بالمسألة فأعطيك ما سئلت فتستعين به على معصيتي فأهم بهتك سترك فتدعوني فأستر عليك ، فكم من جميل أصنع معك وكم من قبيح تصنع معي ! يوشك ان أغضب عليك غضبة لا أرضى بعدها ابدا [1] . وفيما أوحى إلى عيسى عليه السلام : ولا يغرنك المتمرد على بالعصيان يأكل رزقي ويعبد غيري ثم يدعوني عند الكرب فأجيبه ، ثم يرجع إلى ما كان عليه فعلى يتمرد أم لسخطي يتعرض ؟ فبي حلفت لآخذنه أخذة ليس منها منجا ، ولا دوني ملجأ أين يهرب ؟ من سمائي وارضى . عن أبي جعفر عليه السلام : ان العبد ليسئل الله تعالى حاجة من حوائج الدنيا فيكون من شأن الله تعالى قضائها إلى أجل قريب ، أو بطئ فيذنب العبد عند ذلك الوقت ذنبا فيقول للملك الموكل بحاجته : لا ينجزها فإنه قد تعرض لسخطي وقد استوجب الحرمان منى [2] .
[1] عن ابن بكير عن عبد الله ( ع ) قال : من هم بسيئة فلا يعملها فإنه ربما عمل العبد السيئة فيراه الرب فيقول : وعزتي وجلالي لا أغفر لك بعد ذلك ابدا . قوله : السيئة أي نوعا من السيئة تكون مع تحقيرها والاستهانة بها أو غير ذلك . قوله : لا اغفر لك أي يستحق لمنع اللطف وعدم التوفيق للتوبة ولا يستحق المغفرة وفيه تحذير عن جميع السيئات فان كل سيئة يمكن أن تكون هذه السيئة ( مرآة ) باب الذنوب . [2] قال في ( مرآة ) : لا يقال : هذا ينافي ما في بعض الروايات من أن العاصي إذا دعاء اجابه بسرعة كراهة صوته وهي تناسب سرعة الإجابة ، فربما ينظر إلى الأول - أي التعر ض لسخطه - فلا يجيبه ، وربما ينظر إلى الثاني - أي الكراهية لاستماع صوته - فيجيبه وليس في الاخبار ما يدل على أن العاصي يجاب دائما ، ولو سلم لا مكن حمل هذا الخبر على أن ا لمؤمن الصالح إذا أذنب وتعرض لسخط ربه استوجب الحرمان ولا يقضى الله حاجته تأديبا له لينزجر عما يفعله .
نام کتاب : عدة الداعي ونجاح الساعي نویسنده : ابن فهد الحلي جلد : 1 صفحه : 198