responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : عدة الداعي ونجاح الساعي نویسنده : ابن فهد الحلي    جلد : 1  صفحه : 98


ونعيمها منقطع وأي نسبة للدائم إلى المنقطع [1] ؟ .
الا ترى قول النبي ( ص ) من قال : سبحان الله غرس الله بها عشر شجرات في الجنة فيها من أنواع الفواكه فهذه العشر شجرات لو خرجت إلى الدنيا على ما وصف من طيب طعمها واختلاف اكلها ، على ما روى أن الرطب يكون بين يدي آكله فإذا قضى غرضه من الرطب تحول عنبا فإذا قضى غرضه منه تحول تينا أو رمانا ، وهكذا يتحول ألوانا بين يدي الانسان وانها تأتى إلى باغيها على منيته من غير تكلف اقتطاف [2] وتعب تأتيه على ما يشتهى في نفسه ان أراد ان يحضر بين عنبا جائته عنبا وان أرادها رمانا جائته رمانا .
فلو تخرج شجرة واحدة من هذه إلى الدنيا ويطلب بيعها ما ظنك بما كان يبذل الملوك في ثمنها ؟ وكيف إذا وصفت مع ذلك بأنها لا يحتاج إلى سقى ولا رفاق ولا تعب بل كيف إذا وصفت بأنها تبقى عشرة آلاف سنة ، وما نسبة عشرة آلاف سنة في أبد الآبدين ودهر الداهرين ؟ !



[1] قال في ( المرآة ) : اعلم أن معرفة ذم الدنيا لا يكفيك ما لم تعرف الدنيا المذمومة ما هي ؟ فكل مالك فيه حظ وغرض ونصيب وشهوة ولذة في عاجل الحال قبل الوفاة فهي الد نيا في حقك الا ان جميع مالك إليه ميل وفيه نصيب وحظ فليس بمذموم بل هي تنقسم إلى ثلاثة أقسام : الأول ما يصحبك في الدنيا ويبقى معك ثمرته بعد الموت وهو العلم والعمل ولم نعد هذا من الدنيا المذمومة أصلا . الثاني هو المقابل للقسم الأول وهو كل ما فه حظ عاجل ولا تمرة له في الآخرة كالتلذذ بالمعاصي والتنعم بالمباحات الزايدة على قدر الضرورات والحاجات كلها هي الدنيا المذمومة . الثالث وهو متوسط بين الطرفين كل حظ في العاجل معين على اعمال الآخرة وهذا ليس من الدنيا ، وإن كان باعثه الحظ العاجل دون الاستعانة على ا لتقوى التحق بالقسم الثاني وصار من جملة الدنيا . انتهى ملخصا ومن أراد تفصيله يرجع باب حب الدنيا والحرص عليها .
[2] اقتطف العقب : قطعه ( أقرب ) .

نام کتاب : عدة الداعي ونجاح الساعي نویسنده : ابن فهد الحلي    جلد : 1  صفحه : 98
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست