نام کتاب : عدة الداعي ونجاح الساعي نویسنده : ابن فهد الحلي جلد : 1 صفحه : 82
كفاها الله ما اركب فيها الا التماس ان يراني الله أضحى [1] في طلب الحلال اما تسمع قول الله عز وجل ؟ : ( فإذا قضيت الصلاة فانتشروا في الأرض وابتغوا من فضل الله ) [2] أرأيت لو أن رجلا دخل بيتا وطين عليه بابه ثم قال : رزقي ينزل على ( من السماء ) كان يكون هذا اما انه أحد الثلاثة الذين لا يستجاب لهم دعوة قال : قلت : من هؤلاء ؟ فقال ( ع ) : رجل تكون عنده المرأة فيدعو عليها فلا يستجاب له لان عصمتها [3] في يده لو شاء ان يخلى سبيلها ، والرجل يكون له الحق على الرجل فلا يشهد عليه فيجحده حقه ، فيدعو عليه فلا يستجاب له لأنه ترك ما أمر به ، والرجل يكون عند الشئ فيجلس في البيت فلا ينتشر ، ولا يطلب ، ولا يلتمس حتى يأكله ، ثم يدعو فلا يستجاب له [4] . فهذا التكليف العام للجمهور من الخلائق . واما الخواص فمنهم من تعبد بالاكتساب ، ومنهم المتوكل وهو درجة عظيمة ، وصفة من صفات الصديقين ومن وصل إليها بطل عنه قيد الاهتمام ، وانحل عنه زمام الطلب ، واضمحل عنه داعية الاكتساب ، وتقشعت عنه سحائب الغم وسجلت ( سحت ) عليه مزن الامن ، وجلس على موائد الرضا ، وارتوى من حياض الطمأنينة . قال الله تعالى عز ذكره : ( ومن يتوكل على الله فهو حسبه ) [5] وقال الله تعالى :
[1] وأضحى يفعل كذا : صار فاعله في النهار ( ق ) [2] الجمعة : 10 [3] العصمة : الحفظ ( ص ) . [4] يأتي في باب 3 ذيل عنوان ( أقوام لا يستجاب دعائهم ) ما يؤيد هذه الرواية . [5] عن علي بن سويد عن أبي الحسن الأول قال : سئلته عن قول الله عز وجل : ( ومن يتوكل على الله فهو حسبه ) فقال : التوكل على الله درجات : منها ان تتوكل على الله في أمورك كلها ، فما فعل بك كنت عنه راضيا تعلم أنه لا يألوك خيرا وفضلا ، وتعلم أن الحكم في ذلك له ، فتوكل على الله بتفويض ذلك إليه وثق به فيها وفى غيرها . قال في ( المرات ) قو له : منها ان تتوكل الظاهر أن هذا آخر افراد التوكل ، وساير درجات التوكل ان يتوكل على الله في بعض أموره دون بعض ، وتعددها بحسب كثرة الأمور المتوكل فيها وقلتها قوله : فما فعل بك اه بيان للوازم التوكل وآثاره وأسبابه . والا لو : التقصير وإذ اعدى إلى مفعولين ضمن معنى المنع . قوله : فيها أي في أمورك كلها . وقوله : وفى غيرها أي في أمور غيرك من عشايرك واتباعك وغيرهم . الطلاق : 3
نام کتاب : عدة الداعي ونجاح الساعي نویسنده : ابن فهد الحلي جلد : 1 صفحه : 82