نام کتاب : عدة الداعي ونجاح الساعي نویسنده : ابن فهد الحلي جلد : 1 صفحه : 18
فان قلت : قد ورد عن أبي جعفر الجواد ( ع ) أنه قال : ما استوى رجلان في حسب [1] ودين قط الا كان أفضلهما عند الله عز وجل أدبهما [2] قال : قلت : جعلت فداك قد علمت فضله عند الناس في النادي [3] والمجالس فما فضله عند الله عز وجل ؟ قال ( ع ) : بقرائة القران كما انزل ودعائه الله عز وجل من حيث لا يلحن [4] وذلك أن الدعاء الملحون لا يصعد ا لي الله عز وجل [5] . ويقرب منه قول الصادق ( ع ) نحن قوم فصحاء إذا رويتم عنا فاعربوها [6] . فإن كان المراد من هذين الحديثين ما دل عليه ظاهرهما فكثيرا ما نرى من إجابة الدعوات غير المعربات ، وكثيرا ما نشاهد من أهل الصلاح والورع ومن يرجى إجابة دعائهم لا يعرفون شيئا من النحو . وأيضا إذا لم يكن دعائه مسموعا فلا فايدة فيه فلا يكون مأمورا به لانتفاء فائدته ح ، ولا يتوجه الامر بالدعا الا إلى حذاق [7] النحاة بل النحوي أيضا ربما يلحن في بعض الأدعية لافتقارها إلى الاضمار والتقدير والحذف ، واشتغاله حالة الدعا بالخشوع والتوجه إلى الله تعالى عن استحضار أدلة النحو وقوانينه ، وكل هذه الأمور باطلة خلاف المشاهد من العالم ( العلم ) وضد المعلوم من اخبارهم عليهم السلام ووصاياهم فإنهم دلوا على كل شئ يتعلق بمصالح العباد ، وقد ذكروا في آداب الدعا وشروطه أمورا كثيرة ستقف عليها في هذا الكتاب أنشأ الله تعالى [8] ولم يذكروا الاعراب ولا معرفة النحو فيها ، وإذا لم يكن المراد منهما ذلك فما معناهما ؟
[1] الحسب بفتحتين : الشرف بالاباء وما يعد من مفاخرهم [2] الأدب : حسن الأخلاق . [3] النادي والندى : المجلس . [4] اللحن : الميل عن جهة الاستقامة ، ولحن في كلامه إذا مال عن صحيح النطق . [5] إليه يصعد الكلم الطيب أي يقبله [6] الاعراب بكسر الهمزة : الإبانة والايضاح [7] حذق الرجل في صنعته : مهر فيها وعرف غوامضها ( المجمع ) [8] قد يأتي آداب الدعا في باب الرابع بتفصيله .
نام کتاب : عدة الداعي ونجاح الساعي نویسنده : ابن فهد الحلي جلد : 1 صفحه : 18