responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : عدة الداعي ونجاح الساعي نویسنده : ابن فهد الحلي    جلد : 1  صفحه : 100


مثل الدنيا والآخرة كالضرتين [1] بقدر ما ترضى إحديهما تسخط الأخرى ، ومثل المشرق والمغرب بقدر ما تقرب من أحدهما تبعد من الاخر [2] .
ومن هذا قول الصادق ( ع ) : انا لنحب الدنيا وان لا نؤتاها خير لنا من أن نؤتاها ، وما اوتى ابن آدم منها شيئا الأنقص حظه من الآخرة ، ومعنى قوله ( ع ) : انا لنحب إشارة إلى نوع الانسان وهذا لسان حال المكلفين في الدنيا وليس ذلك إشارة إليه ولا إلى آبائه وأبنائه صلوات الله عليم أجمعين لأنهم لا ينقص حظهم من الآخرة بما يأتونه من الدنيا ، وانى يكون ذلك ؟ .
وقد نزل جبرئيل إلى النبي ( ص ) ثلاث مرات بمفاتيح كنوز الدنيا وفى كلها يقول :
هذه مفاتيح كنوز الدنيا ولا ينقص من حظك عند ربك شئ فيأبى ( ص ) ، ويحب تصغير ما أحب الله تصغيره وما أيام دنياك هذه التي تشترى بها هذا النعيم العظيم الا عبادة عن ساعة واحدة لان الماضي لا تجد لنعيمه لذة ، ولا لبؤسه [3] الما ، والمستقبل قد لا تدركه ، وإنما الدنيا عبارة عن ساعة التي أنت فيها .
ومن هذا قول علي عليه السلام لسلمان الفارسي : وضع عنك همومها لما أيقنت من فراقها . مع انا ما رأينا قط أحدا باع الدنيا بالآخرة الا ربحهما ، ولا رأينا من باع الآخرة بالدنيا الا خسر هما كيف لا ؟ وهو تعالى يقول للدنيا : اخدمي من خدمني ؟ وأتعبي من خدمك .



[1] ضرة المرأة : امرأة زوجها وهما ضرتان ( أقرب ) .
[2] عن أبي عبد الله ( ع ) قال : رأس كل خطيئة حب الدنيا . قال في ( المرآة ) لان خصال الشر مطوية في حب الدنيا وكل ذمايم القوة الشهوية والغضبية مندرجة في الميل إليها ، ولا يمكن التخلص من حبها الا بالعلم بمقابحها ومنافع الآخرة وتصفية النفس وتعديل القوتين . باب حب الدنيا والحرص عليها .
[3] اصابه بؤس : شدة ( 4 ) يأتي في باب 5 ذيل عنوان ( في الحث على الذكر بالدليل النقلي ) قصة موسى مع الحداد .

نام کتاب : عدة الداعي ونجاح الساعي نویسنده : ابن فهد الحلي    جلد : 1  صفحه : 100
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست