الله ليس بميت حتى يفتحها ، ولو مات لانتظرناه كما انتظرت بنو إسرائيل موسى . فقالت زينب زوج النبي صلى الله عليه وسلم : ألا تسمعون النبي صلى الله عليه وسلم يعهد إليكم ؟ فلغطوا . فقال : قوموا ! فلما قبض النبي مكانه [1] يظهر من هذه الأحاديث وما يأتي بعدها أن النبي ( ص ) كان قد كرر طلب الدواة والقرطاس يومذاك ، ودار لغط شديد عند رسول الله ( ص ) ، وأنهم لم يكفوا عن اللغط حتى كف الرسول عن الطلب ورفض الكتابة . وتكشف لنا الأحاديث الآتية ظرفا مهما من اللغط الذي بسببه ترك الرسول كتابة الوصية . في البخاري [2] عن سعيد بن جبير أن ابن عباس قال : " يوم الخميس وما يوم الخميس ؟ ! ثم بكى حتى خضب دمعه الحصباء فقال : اشتد برسول الله وجعه ، فقال : آتوني بكتاب أكتب لكم كتابا لن تضلوا بعده أبدا ، فتنازعوا ، ولا ينبغي عند نبي تنازع ! فقالوا : هجر رسول الله صلى الله عليه وسلم . قال : دعوني فالذي أنا فيه خير مما تدعوني إليه . . . " الحديث [3] .
[1] طبقات ابن سعد 2 / 244 . ط . بيروت . [2] وأتم منه لفظ البلاذري في أنساب الأشراف 1 / 562 . [3] اللفظ للبخاري باب جوائز الوفد من كتاب الجهاد 2 / 120 وأخرجه أيضا في الجزء الثاني 136 باب إخراج اليهود من جزيرة العرب من كتاب الجزية ، وأخرجه مسلم في 5 / 75 باب ترك الوصية . وفي مسند أحمد تحقيق أحمد شاكر الحديث 195 ، وطبقات ابن سعد 2 / 244 ط . بيروت والطبري 3 / 193 ، وفي لفظهم : ما شأنه أهجر ؟ قال سفيان : يعني " هذى " استفهموه فذهبوا يعيدون عليه فقال : دعوني . . . الحديث .