responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح كلمات أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( ع ) نویسنده : عبد الوهاب    جلد : 1  صفحه : 7


3 - قال أمير المؤمنين رضي الله عنه :
الناس بزمانهم أشبه منهم بآبائهم .
أقول : الناس مبتدء وأشبه خبره مع إفراده لالتزامهم الافراد مع التذكير في أفعل من ، قوله : بزمانهم ، متعلق بأشبه باعتبار الزيادة ، وقوله : بآبائهم ، متعلق به باعتبار الأصل فلا يرد عليه كون الشئ الواحد مفضلا ومفضلا عليه من جهة واحدة بل التفضيل راجع في الحقيقة إلى مأخذ أفعل الفضيل فكأنه قال : شبه الناس بزمانهم أزيد وأكثر من شبههم بآبائهم .
المعنى ان جميع الناس يوافقون الزمان أكثر موافقة ويشابهونه أشد مشابهة : حتى إذا رأوا أحد جعله الدهر ذا الجاه طيب الأحوال وكثير الأموال وصاحب الخدم والحشم مع كونه أدنى نسبا وحسبا وأقل علما وأدبا يعظمونه أشد تعظيم ويكرمونه أعظم تكريم ويحبونه أتم محبة ويودونه أكمل مودة ، وإن كان بينه وبين آبائهم عداوة ظاهرة ومخالفة بينة ، وإذا رأوا أحدا على خلاف ذلك يحقرونه [1] كل الحقارة ويهينونه حق ، الإهانة ، وإن كان بينه وبين آبائهم محبة قديمة ومودة مستديمة [2] .



[1] - كذا في الأصل بتشديد القاف على أنه من باب التفعيل وهو صحيح الا ان قرائته بصيغة المجرد أيضا صحيح وعليه قول من قال : " ان المعلم والطبيب كلاهما * لا ينصحان إذا هما لم يكرما " " فاصبر لدائك ان جفوت طبيبه * وأقنع بجهلك ان حقرت معلما "
[2] - وفى الهامش : " ويحتمل أن يكون المعنى ان الناس تشبهوا بالزمان في الاتيان بعكس المراد واظهار الفتنة والفساد وتركوا الاقتداء بآبائهم في المروة والاحسان كأنهم لم يخلقوا من مائهم وخرجوا من صلب الزمان الذي يعرف بالدور على خلاف المراد منه " .

نام کتاب : شرح كلمات أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( ع ) نویسنده : عبد الوهاب    جلد : 1  صفحه : 7
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست