محلي من رسول الله صلوات الله عليه وآله محل هارون من موسى ) [1] فرأيت تجرع الغصص [2] ورد أنفاس الصعداء أهون علي من ذلك ، وكان أمر الله قدرا مقدورا . ولو لم أتق ذلك وطلبت بحقي لعلم من بحضرتي أني كنت أكثر عددا ، وأعز عشيرة ، وأمنع دارا ، وأقوى أمرا ، وأوضح حجة ، وأكثر في الدين مناقب وآثارا ، لسابقتي وقرابتي [3] ووزارتي فضلا عن استحقاق ذلك بالوصية التي لا مخرج للعباد منها ، والبيعة المتقدمة لي في أعناقهم ممن تناولها . ولقد قبض رسول الله صلوات الله عليه وآله وولاية الأمة في يديه و في بيته لا في أيدي من تناولها ولا في أهل بيته بل في أهل بيته الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا ، وهم أولو الامر من بعده من غيرهم في جميع الخصال . [4] ثم إن القائم [5] بعد صاحبه كان يشاورني في موارد الأمور و مصادرها ، فيصدرها عن رأيي وأمري ، ولا يكاد أن يخص بذلك أحدا غيري ، ولا يطمع في الامر بعده سواي . فلما آتته منيته على فجأة بلا
[1] ما بين الهلالين زيادة من نسخة - ب - . [2] الغصص : الشجى والحزن . [3] والعجب من الدكتور صبحي صالح عند نقله قول أمير المؤمنين في هذا الصدد ينقله مع عدم مراعاة الأمانة رغم أن الطبعة الأولى للنهج ( الشيخ محمد عبده ) موجودة العبارة بكاملها وهي : وا عجباه أتكون الخلافة بالصحابة ولا تكون بالصحابة والقرابة . وقد نقلها الدكتور في النهج الذي ضبطه ص 502 باب حكم أمير المؤمنين رقم 190 : وقال ( ع ) : وا عجباه أتكون الخلافة بالصحابة والقرابة . [4] وفي الإختصاص للمفيد : وأما الرابعة ، يا أخا اليهود . [5] إشارة إلى عمرو بن الخطاب .