responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شجرة طوبى نویسنده : الشيخ محمد مهدي الحائري    جلد : 1  صفحه : 61


المجلس السادس والعشرون واعلم أن الفصاحة والبلاغة تعتمد على أمرين : هما مفردات الألفاظ ومركباتها أما المفردات فهي أن تكون سهلة غير وحشية ولا معقدة ، وأما المركبات فحسن المعنى وسرعة وصوله إلى الافهام ، واشتماله على الصفات التي باعتبارها فضل بعض الكلام على بعض ، وتلك الصفات هي الصناعة التي سماها المتأخرون بالبديع ، ولا شبهة ان كلاهما موجودة في كلمات مولانا أمير المؤمنين ( ع ) ولا توجدان في كلمات غيره من الفصحاء والبلغاء ، وإن كان قد أعمل فيها فكره ، وأجال فيها رويته ، كيف وقد كان روحي له الفداء سيد الفصحاء وإمام البلغاء ، ولا شك في أنه أفصح من كل ناطق بلغة العرب من الأولين والآخرين إلا ما كان من كلام الله سبحانه وكلام رسول الله ( ص ) وكفاك ما قال السيد الرضي : كان أمير المؤمنين هو مشرع الفصاحة وموردها ، ومنشأ البلاغة ومولدها ومنه ظهر مكنونها ، وعنه أخذت قوانينها ، وحسبك أنه لم يدون لاحد من فصحاء الصحابة العشر ولا نصف العشر مما دون له ، وقال ابن أبي الحديد : وكان علي ( ع ) من أبلغ الناس وأفصحهم للقول والكتابة ، يضم اللفظة إلى أختها ألم تسمعوا قول شاعر لشاعر وقد تفاخر گ وقال أحدهما : أنا اشعر منك لأني أقول البيت وأخاه ، وأنت تقول البيت وابن عمه ؟ ثم قال : ألا ترى ما في كلمات علي بن أبي طالب من أن كل لفظة منها اخذت بعنق قرينتها ، جاذبة إياها إلى نفسها دالة عليها بذاتها ؟ منها ما قال ( ع ) : هل من مناص أو خلاص ، أو معاذ أو ملاذ ، أفرارا أو بحار ؟ وقوله ( ع ) : أين من جد واجتهد ، وجمع واحتشد ، وبني وشيد ، وفرش ومهد ، وزخرف ونجد ؟ فهل سمع السامعون من الأولين والآخرين بمثل خطبه وكلامه ؟ وقال أهل الدواوين : لولا كلام علي بن أبي طالب وخطبه وبلاغته في منطقه ما أحسن أحد أن يكتب إلى أمير جند ولا إلى رعيته ، ويحق ما قال معاوية لمحفن النبطي لما قال له : جئتك من عند أعي الناس قال معاوية : يا بن اللخناء العلي تقول هذا ؟ وهل سن الفصاحة لقريش غيره ؟ وبعض البلغاء يسميه فصيح قريش نزل روحي له الفداء يوما من المنبر فقال له أصحابه :

نام کتاب : شجرة طوبى نویسنده : الشيخ محمد مهدي الحائري    جلد : 1  صفحه : 61
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست