responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : سنن النبي ( ص ) ( مع ملحقات ) نویسنده : السيد الطباطبائي    جلد : 1  صفحه : 81


وحنقا لا يصرفه ذلك عن رعاية الأدب في ذكر ربه .
وقوله تعالى : " وراودته التي هو في بيتها عن نفسه وغلقت الأبواب وقالت هيت لك قال معاذ الله إنه ربي أحسن مثواي إنه لا يفلح الظالمون " [1] وقوله تعالى :
" قالوا تالله لقد آثرك الله علينا وإن كنا لخاطئين * قال لا تثريب عليكم اليوم يغفر الله لكم وهو أرحم الراحمين " [2] يذكر يوسف في خلاء المراودة الذي يملك من الإنسان كل عقل ، ويبطل عنده كل حزم لا يشغله ذلك عن التقوى ثم عن رعاية الأدب في ذكر ربه ومع غيره .
وقوله تعالى : " فلما رآه مستقرا عنده قال هذا من فضل ربي ليبلوني أأشكر أم أكفر ومن شكر فإنما يشكر لنفسه ومن كفر فإن ربي غني كريم " [3] وهذا سليمان ( عليه السلام ) وقد أوتي من عظيم الملك ونافذ الأمر وعجيب القدرة أن أمر بإحضار عرش ملكة سبأ من سبأ إلى فلسطين فاحضر في أقل من طرفة عين فلم يأخذه كبر النفس وخيلاؤها ، ولم ينس ربه ، ولم يمكث دون أن أثنى على ربه في ملائه بأحسن الثناء .
وليقس ذلك إلى ما ذكره الله من قصة نمرود مع إبراهيم ( عليه السلام ) إذ قال : " ألم تر إلى الذي حاج إبراهيم في ربه أن آتاه الله الملك إذ قال إبراهيم ربي الذي يحيي ويميت قال أنا أحيي وأميت " [4] وقد قال ذلك إذ احضر رجلين من السجن فأمر بقتل أحدهما وإطلاق الآخر .
أو إلى ما ذكره فرعون مصر إذ قال كما حكاه الله : " يا قوم أليس لي ملك مصر وهذه الأنهار تجري من تحتي أفلا تبصرون * أم أنا خير من هذا الذي هو مهين ولا يكاد يبين * فلولا القي عليه أسورة من ذهب " [5] يباهي بملك مصر وأنهاره ومقدار من الذهب كان يملكه هو وملأه ولا يلبث دون أن يقول كما حكى الله : " أنا



[1] يوسف : 23 .
[2] يوسف : 91 و 92 .
[3] النمل : 40 .
[4] البقرة : 258 .
[5] الزخرف : 51 - 53 .

نام کتاب : سنن النبي ( ص ) ( مع ملحقات ) نویسنده : السيد الطباطبائي    جلد : 1  صفحه : 81
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست