نام کتاب : سنن النبي ( ص ) ( مع ملحقات ) نویسنده : السيد الطباطبائي جلد : 1 صفحه : 104
يقدر على إبلاغها ثبت الله قدميه يوم القيامة ، لا يذكر عنده إلا ذلك ، ولا يقبل من أحد غيره ، يدخلون روادا ، ولا يفترقون إلا عن ذواق ويخرجون أدلة . وسألته ( عليه السلام ) عن مخرج رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) كيف كان يصنع فيه ؟ فقال ( عليه السلام ) : كان رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يخزن لسانه إلا عما كان يعنيه ، ويؤلفهم ولا ينفرهم ، ويكرم كريم كل قوم ويوليه عليهم ، ويحذر الناس ، ويحترس منهم من غير أن يطوي عن أحد بشره ولا خلقه ، ويتفقد أصحابه . ويسأل الناس عما في الناس ، ويحسن الحسن ويقويه ، ويقبح القبيح ويوهنه . معتدل الأمر غير مختلف ، لا يغفل مخافة أن يغفلوا ويميلوا ، ولا يقصر عن الحق ولا يجوزه ، الذين يلونه من الناس خيارهم . أفضلهم عنده أعمهم نصيحة للمسلمين ، وأعظمهم عنده منزلة أحسنهم مؤاساة ومؤازرة . قال : فسألته ( عليه السلام ) عن مجلسه ، فقال : كان لا يجلس ولا يقوم إلا على ذكر لا يوطن الأماكن وينهى عن إيطانها ، وإذا انتهى إلى قوم جلس حيث ينتهي به المجلس ويأمر بذلك . ويعطي كل جلسائه نصيبه ، ولا يحسب أحد من جلسائه أن أحدا أكرم عليه منه ، من جالسه صابره حتى يكون هو المنصرف ، من سأله حاجة لم يرجع إلا بها أو ميسور من القول . قد وسع الناس منه خلقه فصار لهم أبا ، وصاروا عنده في الخلق سواء ، مجلسه مجلس حلم وحياء ، وصدق وأمانة . ولا ترفع فيه الأصوات ولا تؤبن فيه الحرم . ولا تثنى فلتأته ، متعادلين متواصلين فيه بالتقوى ، متواضعين ، يوقرون الكبير ، ويرحمون الصغير ، ويؤثرون ذا الحاجة ، ويحفظون الغريب . فقلت : كيف كان سيرته في جلسائه ؟ فقال ( عليه السلام ) : كان دائم البشر سهل الخلق ، لين الجانب ليس بفظ ولا غليظ ، ولا ضحاك [1] ، ولا فحاش ، ولا عياب ، ولا مداح . يتغافل عما لا يشتهي . فلا يؤيس منه ، ولا يخيب فيه مؤمليه . قد ترك نفسه من ثلاث : المراء ، والإكثار ، وما لا يعنيه . وترك الناس من ثلاث : كان لا يذم أحدا ، ولا يعيره ، ولا يطلب عثراته ولا عورته . ولا يتكلم إلا فيما رجا ثوابه ، إذا تكلم أطرق