responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : سنن النبي ( ص ) ( مع ملحقات ) نویسنده : السيد الطباطبائي    جلد : 1  صفحه : 10


الشتاء مشارق الأرض ومغاربها ، وفاكهته وريحانه ما تنبت الأرض للبهائم . ولم تكن له زوجة تفتنه ، ولا ولد يحزنه ، ولا مال يلفته ، ولا طمع يذله ، دابته رجلاه ، وخادمه يداه [1] .
ونقل الديلمي في كتابه " إرشاد القلوب " عنه ( عليه السلام ) أيضا بشأن التأسي بحياة الأنبياء ( عليهم السلام ) أنه قال :
وأما نوح ( عليه السلام ) مع كونه شيخ المرسلين وعمر في الدنيا مديدا ففي بعض الروايات : أنه عاش ألفي عام وخمسمائة عام ، ومضى من الدنيا ولم يكن بنى فيها بيتا ، وكان إذا أصبح يقول : لا أمسي ، وإذا أمسى يقول : لا أصبح .
وكذلك نبينا محمد ( صلى الله عليه وآله ) فإنه خرج من الدنيا ولم يضع لبنة على لبنة ، ورأي رجلا يبني بيتا بجص وآجر فقال : الأمر أعجل من هذا .
وأما إبراهيم ( عليه السلام ) أبو الأنبياء فقد كان لباسه الصوف وأكله الشعير .
وأما يحيى بن زكريا ( عليهما السلام ) فكان لباسه الليف وأكله ورق الشجر .
وأما سليمان ( عليه السلام ) فقد كان - مع ما هو فيه من الملك - يلبس الشعر ، وإذا جاء الليل شد يديه إلى عنقه ، فلا يزال قائما حتى يصبح باكيا ، وكان قوته من سفائف الخوص يعملها بيده ، وإنما سأل الله الملك لأجل القوة والغلبة على ملوك الكفار ليقهرهم بذلك ، وقيل : سأل الله القناعة [2] .
والخلاصة : أن الأحاديث بهذا الشأن كثيرة ، وقد ورد في حديث مستفيض :
" إن أحسن السنن سنة الأنبياء " [3] ولا سيما سنة رسول الله خاتم الأنبياء ( صلى الله عليه وآله ) ، فإن سيرة حياته آخر برنامج صحيح لحياة الإنسان فتحه الله على عباده . وقد جاء في الحديث أيضا : " خير السنن سنة محمد ( صلى الله عليه وآله ) " [4] .
وقد أثنى القرآن الكريم في موارد عديدة على أخلاقه وسلوكه ومعاشرته



[1] نهج البلاغة : 226 ، الخطبة 160 ، ورواه الزمخشري في ربيع الأبرار : باب اليأس والقناعة .
[2] إرشاد القلوب : 1 : 157 .
[3] من لا يحضره الفقيه 4 : 402 ، ح 5868 .
[4] الاختصاص : 342 .

نام کتاب : سنن النبي ( ص ) ( مع ملحقات ) نویسنده : السيد الطباطبائي    جلد : 1  صفحه : 10
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست