ومَنْ كان يُؤْثِرُ أهلَهُ بالأموال العظيمة من بيت مال المسلمين ، حتّى دفع إلى أربعة زوّجهم بناته أربعمائة ألف دينار ، وأعطى مروان مائة ألف دينار ( 1 ) . ومَنْ عَطَّلَ الحدَّ الواجبَ على عُبيد الله بن عمر حيثُ قَتَلَ الهُرْمَزانَ مسلماً ، وكان قد أوصى عمرُ بقتله ، فدافَعَ عُثمانُ عنه وحمله إلى الكوفة وأقطعه بها داراً وأرضاً ، ونَقِمَ عليه المسلمون في ذلك ( 2 ) . ومَنْ تَبَرَّأَ منه كلُّ الصحابة ، فكانوا بين قاتل له وراض ، حتّى تركوه بعد قتله ثلاثةَ أيّام بغير دفن ، ومنعوا من الصلاة عليه ( 3 ) . وحكمُه بغير ما أنزل الله وبِدَعُهُ أكثرُ من أنْ تُحْصَرَ . فصلٌ ومنهم مَنْ هو رأسُ الفئة الباغية ، بإخبار النبيّ في قتل عمّار ، وأنّه يدعوهم إلى الجنّة ويدعونه إلى النار ( 4 ) . ومَنْ هو دعيٌّ ابن دعيٍّ ، روى هشام بن السائب الكلبيّ قال : كان معاويةُ لأربعة نفر : لعمارة بن الوليد ، ولمسافر بن أبي عمرو ، ولأبي سفيان ، ولرجل سمّاه . وكانت أُمّه هندٌ من المُغْتَلمات ، وكان أحبَّ الرجال إليها السُودان ، وكانت إذا ولدتْ أسودَ قَتَلَتْهُ . وحَمامَةُ جَدَّةُ معاوية كانتْ من ذوات الرايات - أي الغايات - في الزنا ( 5 ) . ومَنْ دعا عليه النبيُّ فقال : " لا أشْبَعَ اللهُ بَطْنَهُ ! " ، واستجيبتْ دعوةُ النبيّ فيه ، واشتهر ذلك فكانَ لا يَشْبَعُ ( 6 ) .
1 . السيرة الحلبيّة 2 : 78 ؛ العقد الفريد 4 : 263 . 2 . السنن الكبرى للبيهقي 8 : 62 ؛ تاريخ اليعقوبي 2 : 163 . 3 . شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 2 : 158 . 4 . المسند لأحمد بن حنبل 6 : 232 ح 17793 ؛ المستدرك على الصحيحين للحاكم 3 : 435 ح 1255 . 5 . الطرائف : 501 ؛ وقريب منه في شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 1 : 336 ؛ وعنه في بحار الأنوار 33 : 200 . 6 . صحيح مسلم 4 : 2010 ، ح 96 .