نام کتاب : رسائل في الغيبة نویسنده : الشيخ المفيد جلد : 1 صفحه : 4
إذن ، لا بد من وجود إمام في كل عصر وزمان ، ولا بد للمسلم أن يعرف صاحب عصره ، وإمام زمانه ، وإلا مات ميتة الكفر والضلالة الجاهلية . والشيعة الإمامية يعتقدون بإمام العصر وصاحب الزمان عندهم وأنه هو محمد بن الحسن العسكري عليه السلام ، وأنه المهدي المنتظر خروجه في آخر الزمان ، وأنه غاب بعد فترة من ولادته ، وهم يعتقدون بغيبته . وقد اعترض بعض المخالفين على هذا الاعتقاد بأنه يتعارض ومنطوق الحديث ، وتصور أن غيبة الإمام تنافي معرفتنا به ، لأن وجوده تستلزم العلم بمكانه ، والاتصال به والاستفادة منه . فقدم اعتراضات عديدة : 1 - فاعترض على الغيبة بأنه : إذا كان الخبر صحيحا ، فكيف يصح قول الشيعة في إمام هذا الزمان أنه غائب ، مستتر عن الجميع ، لا يتصل به أحد ، ولا يعلم مكانه ومستقره ؟ وأجاب الشيخ المفيد عن هذا ، بأن مدلول الخبر هو " لزوم وجود الإمام و لزوم معرفة المسلم به " ولم يتضمن " وجوب ظهوره وعدم غيبته " فالاعتقاد بالغيبة لا ينافي مدلول الخبر ، وتوضيح ذلك : أن الوجود والمعرفة لا تستلزم ما ذكر في الاعتراض من الاتصال والعلم بالمكان ، فإن معرفة الأمر لا تتوقف على مشاهدته والحضور عنده فقط ، لما هو المحسوس من معرفتنا لأمور كثيرة لم نرها ولم نحضرها ، كالأمور والحوادث الماضية التي عرفناها وحصل عندنا العلم بها ، وكذا نعرف أشياء وأمورا تقع في المستقبل من دون أن نتصل بها كيوم القيامة والحشر والنشر . ثم إن المصلحة قد تتعلق بمجرد معرفة الشئ أو الشخص ، ولا تتعلق
نام کتاب : رسائل في الغيبة نویسنده : الشيخ المفيد جلد : 1 صفحه : 4