نام کتاب : رسالة في معنى المولى نویسنده : الشيخ المفيد جلد : 1 صفحه : 36
" فصل " إعلم أرشدك الله : أن نفس ما اعتمدوا عليه في دفعنا عن معنى لفظة " مولى " يفسد عليهم بالذي راموا به فساد دليلنا في صحته من الشعر والرواية بعينه ، وذلك أنه يقال لهم : إذا كنتم قد تركتم حال من ذكرناه من أهل الفصاحة ، وجعلنا اعتمادنا ثلاثة منازل : أحدها : الجهل والغلط . والثاني : العصبية والعناد . والثالث : التأويل المتعلق بالاعتقاد . فما أنكرتم أن تكون هذه الثلاثة المنازل حال من دعوتمونا إلى الرجوع إليه وإلى كتبه ومصنفاته ، وزعمتم أنهم العماد في هذا الباب ، إذ لم يكونوا معصومين من ذلك ، ولا مبرأين منه ، ولا علم عليهم في دفع جوازه منهم ، بل كانت أحوالهم داعية إليه ، وأسبابهم مقربة منه ، ودواعيهم موقعة فيه ، لأنه قد فصلت لهم الرئاسة لا شك من جهة من كان يدفع نص النبي صلى الله عليه وآله على أمير المؤمنين عليه السلام بالإمامة ، ويتدين بذلك ، ويلبث [1] عليه معاقب ، وقد علم كل عاقل تأثير الرغبة والرهبة في الحق وستره ، والباطل وقسره ، وهذا ما لا يجدون فيه فصلا .