نام کتاب : رسالة حول خبر مارية نویسنده : الشيخ المفيد جلد : 1 صفحه : 29
ببعض الأمر فأرسل ( ص ) عليا بعده ، ورجع علي فبشره ( ص ) بالبراءة ثم جاء عمر بعده فبشره بها [1] . . . ولكن هذا التوجيه منه يحتاج إلى إثبات وعلى الأقل إلى شواهد تؤيده . . . كما أن تلكؤ عمر في إخباره النبي ( ص ) ، حتى يذهب علي ويكشف الأمر مرة ثانية . ويرجع ، بعيد عن التصرف الطبيعي في مناسبات حادة كهذه . وعليه . . . وبملاحظة التشابه بين هذه الرواية ، وبين ما يرد عن علي عليه السلام : بملاحظة : أن تبرئة علي لها مجمع عليها : ولا شك فيها . . فنحن نرى أن عمر لم يذهب إلى مأمور ، ولا شارك في تبرئه مارية . . فيبقى قولهم : إن النبي ( ص ) قال له : ألا أخبرك يا عمر الخ . . فهو إن صح فهو ابتداء كلام معه ، وحينئذ فيحتاج ما ذكره المظفر إلى الجواب . براءة مارية لقد مر علينا آنفا : أن الرسول ( ص ) يخبر عمر بن الخطاب بأن جبرئيل قد أخبره أن الله قد برأ مارية . . وقد يمكن أن يفهم من ذلك : أن هذا يؤيد كون آيات الإفك قد نزلت في شأن مارية . . وأن الله تعالى قد برأها بواسطتها . . وإلا فما معنى تبرئة الله تعالى لها فيما سوى ذلك . . إذ أن براءتها قد ثبتت على يد علي عليه السلام . . فتبرئة الله تعالى لها : لا بد وأن تكون بنحو آخر ، غير ما فعله علي عليه اللام . . . وليس إلا نزول آيات الإفك في شأنها . .