وتستجلبوا حربا [1] عوانا وربما * أمر على من ذاقه جلب الحرب فلسنا ورب البيت نسلم أحمدا * لعزاء [2] من عض الزمان ولا كرب أليس أبوانا هاشم شد أزره * وأوصى بنيه بالطعان وبالضرب ولسنا نمل الحرب حتى تملنا * ولا نشتكي ما قد ينوب من النكب ولكننا أهل الحفائظ والنهى * إذا طار أرواح الكماة [3] من الرعب [4] وقال أبو طالب عليه السلام : [5] ألا أبلغا عني لويا رسالة * بحق وما تغني رسالة مرسل بني عمنا الادنين تيما نخصهم * وإخواننا من عبد شمس ونوفل يقولون لو أنا قتلنا محمدا * أقرت نواصي هاشم بالتذلل كذبتم وبيت الله يثلم [6] ركنه * ومكة والاشعار [7] في كل معمل وبالحج أو بالنيب [8] تدمى نحوره * بمدماه والركن العتيق المقبل تنالونه أو تعطفوا دون قتله * صوارم تفري كل عظم ومفصل وتدعوا بويل أنتم إذ ظلمتموا * هنالك في يوم أغر محجل [9]
[1] الحرب العوان : التي قوتل فيها مرارا . [2] العزاء ( بفتح العين والزاء المعجمة المشددة ) : الشدة - السنة الشديدة . [3] الكماة ( بضم الكاف ) جمع الكمي ( بفتح الكاف وكسر الميم وأخرها الياء المشددة ) : الشجاع . [4] الرعب ( بضم الراء وسكون العين المهملة ) : الفزع والخوف . [5] قال أبو طالب هذه القصيدة معاتبا عشيرته ومحذرا إياهم عداوته . [6] يثلم ركنه أي ركن محمد صلى الله عليه وآله ، ويروى : يلثم ركنه ( بتقديم اللام على الثاء ) أي ركن البيت . [7] الاشعار ( بكسر الهمزة ) علامة الهدي وهو أن يشق السنام الأيمن من البدن بحديدة . حتى يدمي ليعرف بذلك أنه هدي . [8] النيب ( بكسر النون وسكون الياء ) جمع الناب وهي الناقة المسنة . [9] وفي رواية : " وتدعوا بأرحام وأنتم ظلمتموا * مصاليت في يوم أغر محجل " والمصاليت جمع المصلات ( بكسر الميم ) وهو الرجل الشجاع الماضي في الحوائج .