نام کتاب : حديث نحن معاشر الأنبياء نویسنده : الشيخ المفيد جلد : 1 صفحه : 6
وهذا نظير قوله تعالى " إنما أنت منذر من يخشاها " مع أن النبي منذر كل الناس من يخشاها ومن لا يخشاها ، ولكن بما أن من يخشاها أحق بالانذار لمكان استفادته منه ، استحق ذكره لهذه الأولوية . ثم ذكر نظائر أخر لهذه الآية ، وأمثله عرفية تجري عليها . الثالث : إن للخبر وجها آخر في التفسير : وهو أن المراد أن ما تركناه صدقة لا يصح لأولادنا ، ولا يأكله أولادنا مطلقا بأي عنوان ، حتى لو صاروا فقراء وصدق عليهم عنوان المستحقين للصدقات . فيكون هذا الحكم خاصا بالأنبياء وأولادهم ، بخلاف غير الأنبياء فإنهم لو تركوا الصدقات فهي - وإن كانت لا تدخل في الإرث - إلا أن أولادهم لو أصبحوا فقراء أو صدق عليهم عنوان المستحق أكلوا من الصدقات بذلك العنوان . فمعنى ( لا نورث ) في الخبر ، أي : لا يصير إلى ورثتنا على كل حال ، و إطلاق كلمة ( الإرث ) ومشتقاتها بهذا المعنى أمر متعارف في اللغة ، وإن لم يكن من مخلفات الميت ، كما قال الله تعالى " وأورثكم أرضهم وديارهم " أي أوصلها إليكم ، فإن ذلك لم يكن بالتوارث الشرعي . الرابع : أن للخبر لفظا آخر ، لم يرد فيه احتمال النصب ، وهو : " نحن معاشر الأنبياء لا نورث ما تركناه ، فهو صدقة " وقد جعل بعض العامة هذا اللفظ دليلا على صحة الرفع في اللفظ السابق ، وبطلان التأويل المبتنى على النصب . لكن الشيخ المفيد رده بأن الخبر على هذا اللفظ وإن كان لا يحتمل النصب ، بل بالرفع فقط ، إلا أن له معنى محتملا لا يوافق تأويل العامة ، وهو : أن الذي تركناه من أموالنا وحقوقنا على الآخرين ، التي أسقطناها عن ذممهم و
6
نام کتاب : حديث نحن معاشر الأنبياء نویسنده : الشيخ المفيد جلد : 1 صفحه : 6