نام کتاب : حديث نحن معاشر الأنبياء نویسنده : الشيخ المفيد جلد : 1 صفحه : 26
والسلام أن يبلغ هذه المسألة إلى من لا حاجة به إليها ولا يبلغها إلى من له إلى معرفتها أشد الحاجة ؟ . وثالثها : يحتمل أن قوله " ما تركناه صدقة صلة " " لا نورث " والتقدير : إن الشئ الذي تركناه صدقة ، فذلك الشئ لا يورث فإن قيل : فعلى هذا التقدير لا يبقى للرسول خاصية في ذلك . قلنا : بل تبقى الخاصية لاحتمال أن الأنبياء إذا عزموا على التصدق بشئ فبمجرد العزم يخرج ذلك عن ملكهم ولا يرثه وارث عنهم ، وهذا المعنى مفقود في حق غيرهم . [20] . قال العلامة الحلي رحمه الله : إن أبا بكر منع فاطمة إرثها فقالت : يا ابن أبي قحافة أترث أباك ولا أرث أبي ! ! واحتج عليها برواية تفرد هو بها عن جميع المسلمين ، مع قلة رواياته وقلة علمه ، وكونه الغريم لأن الصدقة تحل عليه . فقال لها : إن النبي قال : " نحن معاشر الأنبياء لا نورث ما تركناه صدقة " ، والقرآن مخالف لذلك فإن صريحه يقتضي دخول النبي صلى الله عليه وآله وسلم فيه بقوله تعالى : ( يوصيكم الله في أولادكم ) [21] . وقد نص على أن الأنبياء يورثون ، فقال تعالى : ( وورث سليمان داود ) [22] .
[20] التفسير الكبير 9 / 210 . [21] سورة النساء : 4 / 11 . [22] سورة النمل : 27 / 16 .
26
نام کتاب : حديث نحن معاشر الأنبياء نویسنده : الشيخ المفيد جلد : 1 صفحه : 26