نام کتاب : حديث نحن معاشر الأنبياء نویسنده : الشيخ المفيد جلد : 1 صفحه : 21
وهو مسرور بنعم الله أو مشغول بضرب من المباح ، فلا يلحقه في الحال وجل ولا يعتريه خوف . وهذا محسوس معروف بالعادات وهو كقول القائل : نحن معاشر المسلمين لا نقر على منكر ، وإن كان أهل الملل من غيرهم لا يقرون على ما يرونه من المنكرات ، وفي المسلمين من يقر على منكر يعتقد صوابه بالشبهات . وكقول فقيه من الفقهاء : نحن معاشر الفقهاء لا نرى قبول شهادة الفاسقين ، وقد ترى ذلك جماعة ممن ليس من الفقهاء . وكقول القائل : نحن معاشر القراء لا نستجيز [9] خيانة الظالمين ، وقد يدخل معهم من يحرم ذلك من غير القراء من العدول والفاسقين ، وأمثال هذا في القول المعتاد كثير . وإنما المعنى في التخصيص به التحقيق بمعناه ، والتقدم فيه ، وأنهم قدوة لمن سواهم ، وأئمتهم في العمل نحو ما ذكرناه . ووجه آخر وهو أنه يحتمل أن يكون قوله عليه وآله السلام - إن صح عنه - أنه قال : " نحن معاشر الأنبياء لا نورث ما تركناه . صدقة لا يورث " أي لا يستحقه أحد من أولادنا وأقربائنا وإن صاروا إلى حال الفقراء التي من صار إليها من غيرهم حلت لهم صدقات أهليهم ، لأن الله تعالى حرم الصدقة على أولاد الأنبياء وأقاربهم تعظيما لهم ورفعا لأقدارهم عن