نام کتاب : حاشية ابن ادريس على الصحيفة السجادية ( موسوعة إبن إدريس الحلي ) نویسنده : ابن إدريس الحلي جلد : 1 صفحه : 77
الجامعة ، ويقول لهم بلسان البيان : لولا ما في الوحدة والاستقلال من كمال ما اتصف بهما السميع البصير الّذي ليس كمثله شيء . إبطال مذهب شائع : توافقت طوائف كثيرة من الأُمة الإسلامية على رأي شنيع ، ومذهب داحض ، ذلك قولهم بأنّ الإنسان مجبر في أقواله وأفعاله ، مقهور بارغام الله تعالى له على الخير والشرور والآثام ، وعضدوا ذلك بواهي الدليل ، وزائف البرهان ، وغلبت عليهم شقوتهم ، وافعموا بسيل الجدل حتى وقعوا في حبائل نسبة الإرغام والإلزام إلى الذات الأقدس ، فهم يريدون أن يرتكبوا القبائح والشرور في ظل تلك التعاليم ، ولعمري انّه مذهب يملأ الأرض فساداً ، ويفنى نظام الكون . فجاء زين العابدين واخترق بنافذ بصيرته الملهمة حجب الأحداث المستقبلة ، ونظر بعين الحق ما ستره الغد المتجهّم الكتوم ، فقوّض بناء هذا الإلحاد ، وقصم ظهر الباطل بسيف الحق الباتر ، وقرّر ما لله من الكمال والنزاهة والعدل والفضل . فهو يقول : كلّ البرية معترفة بأنّك غير ظالم لمن عاقبت ، وشاهدة بأنّك متفضّل على من عافيت ، وكلّ مقرّ على نفسه بالتقصير عمّا استوجبت ، فلولا انّ الشيطان يخدعهم عن طاعتك ما عصاك أحد ، ولولا انّه يصوّر لهم الباطل في مثال الحقّ ما ضلّ عن طريقك ضال ، فتباركت أن توصف إلاّ بالإحسان ،
77
نام کتاب : حاشية ابن ادريس على الصحيفة السجادية ( موسوعة إبن إدريس الحلي ) نویسنده : ابن إدريس الحلي جلد : 1 صفحه : 77