فأقول : أيّها المسلمون ، يا أهل السنّة ويا رجال الشيعة ، أما آن لكم أن تسمعوا موعظة الكتاب وموعظة آل البيت ، قد اتحدا والله على سوقكم إلى درس علوم هذه الدنيا الجميل صنعها البديع أحكامها ، وإلى معرفة آثار الجمال الإلهي .
فما هذا التلكّؤ ، وما هذا التباطؤ ، وادرسوا هذه العلوم فهي التي أُمرتم بها في القرآن وعلى لسان الأبرار ، فإذا كملتم فيها وحزتم ظاهرها وباطنها ، هنالك يمكنكم أن تبحثوا في التاريخ ، وتضيّعوا وقتكم في سرد الوقائع ، وتنصبوا الميزان وتحاسبوا الصحابة والتابعين على العرض الفاني وهي هذه الدنيا الفانية ، أيّها المسلمون ظهر الحق فما هذه الأوضاع التي درستموها إلّا إضاعة للدين وخسارة على المسلمين .
أما آن لكم أن ترجعوا عن تلك النزعات المفرقات بين الاخوان ، ها أنا ذا أقول أيّها المسلمون اسمعوا ها هي تجارب القرون الماضية في بلاد الإسلام ، قد أعدّتكم لأن تتبوّؤا مكانكم تحت الشمس فوق أرض الله ، ها هي تجارب تلك القرون قد أعطتكم علماً وحكمة . الله أكبر .
طنطاوي جوهري * * *

72