زين العابدين رضي الله عنه قد اشتمل على نوعين اثنين : نوع التخلية وأبنّا هناك تضرّعه عليه السلام وذكره الذنوب ، وخوفه من الله ، وذكره الزقوم والقطران والحميم وحرّ جهنم ، وعذاب العين والقدمين والجلد والعظم ، وكيف أظهر الضعف أمام خالقه العظيم ، وأبنّا انّ ذلك كلّه راجع لتعليم الأُمة ، وإن كان التضرّع حقيقة في نفسه بإخلاص وصدق نية ، ولكن أمثال هؤلاء الذين هم قدوة للأُمة تكون أدعيتهم وتضرّعاتهم هداية للمهتدين وإرشاد للطالبين وتعليماً للمسلمين ، هذا هو قسم التخلية .
أمّا قسم التحلية وهو أهم القسمين لقد جاء فيه ما نصه : وكان من دعائه عليه السلام في اليوم الرابع والعشرين من شهر رمضان .
يا فالق الإصباح ، وجاعل الليل سكناً ، والشمس والقمر حسباناً ، يا عزيز يا ذا الطول والمنّ والقوّة والحول والفضل والانعام والجلال والإكرام ، يا الله يا رحمن ، يا فرد يا مؤمن يا مهيمن ، يا الله يا ظاهر ، يا الله يا باطن ، يا الله يا حيّ لا إله إلّا أنت ، يا الله يا الله يا الله لك الأسماء الحسنى ، والأمثال العليا ، والكبرياء والألاء أن تصلّي على محمّد وآل محمّد ، وألّا تجعلني ممّن إذا صح أمن ، وإذا سقم خاف ، وإذا استغنى فتن ، وإذا افتقر خاف ، وإذا مرض تاب ، وإذا عوفي عاد ، ولا ممّن يحبّ الصالحين ولا يعمل عملهم ، ويبغض المسيئين وهو أحدهم ، ويظهر السيئة من أخيه ويكتمها من نفسه ولا يغنيه رغبته العمل ولا يمنعه رهبته الكسل [1] .

[1] - لعلّ الصواب : ولا تغنيه رغبته عن العمل ولا تدفعه رهبته عن الكسل .

62