حدّ تعبيره - وبيان ذلك أنّ المراد بأبي عليّ هو أبو عليّ الطبري الّذي ورد اسمه في رد المجلسي الثاني على أبيه حيث قال الأب : ( وروايته - ابن إدريس - عن أبي عليّ ابن الشيخ بواسطة أو واسطتين لا ينافي روايته عنه بلا واسطة ، لأنّ أبا عليّ كان معمّراً ) .
فرد عليه ابنه المجلسي الثاني بقوله : « هذا في غاية البعد لأنّ ابن إدريس يروي عن أبي عليّ غالباً بتوسط إلياس بن إبراهيم الحائري عن الحسين بن رطبة عن أبي عليّ ، أو عن عربي بن مسافر عن إلياس بن هشام وأبي عليّ القاسم بن محمّد بن عماد الطبري وهما عن أبي عليّ . . . » .
فهذا الراوي الّذي هو ( أبو عليّ ) هو ( القاسم بن محمّد بن عماد الطبري ) وهو الراوي عن أبي عليّ الطوسي ، وقد سقط اسمه سهواً ، فزاغ عن ذكره النظر وحسر عنه البصر ، فإنّ الناسخ ذكر أبا عليّ الطوسي بدلاً عنه ، لتقارب الإسمين في الذكر ، وقرب التشابه بين الكنيتين ، وتقارب الخطين في النسبتين ( الطبري والطوسي ) .
وإذا تمّ هذا فلا حاجة إلى التمحّل في التوجيه ، ويكون ابن إدريس روى الصحيفة عن أبي عليّ الطبري وهو عن أبي عليّ الطوسي ، ولا بُعد في هذا الاحتمال ، لحلّ العقال في رفع الإشكال ، والله الهادي إلى الصواب .
( النقطة الثالثة ) ماذا عن حاشية ابن إدريس على الصحيفة السجادية ؟
والكلام يقع في جهتين :

48