حين يخالف أُستاذه الاستناد فلم يقتدى به ، إذ أغرب في ذلك كلّه فيما زعمه في رياض العلماء حيث قال :
« ويظهر من بعض أسانيد الصحيفة الكاملة أنّه يرويها عن أبي عليّ ولد الشيخ الطوسي ، وهو عن والده بلا واسطة ، ومن بعضها يظهر أنّه قد يرويها عن الشيخ العماد محمّد بن أبي القاسم الطبري عن أبي عليّ الطوسي المذكور عن والده الشيخ الطوسي ، ولا منافاة بينهما ، وهو ظاهر ، وكان ابن شهرآشوب وشاذان بن جبرئيل القمي في درجة واحدة ، ويرويانها عن العماد الطبري المذكور . وتاريخ رواية ابن إدريس الصحيفة عن أبي عليّ ابن الشيخ الطوسي بلا واسطة في شهر جمادى الآخرة من سنة إحدى عشرة وخمسمائة » [1] .
فهذا الّذي ذكره من غريب القول ، لأنّ التاريخ المذكور هو قبل ولادة ابن إدريس باثنين وثلاثين سنة ، فكيف روى الصحيفة عن أبي عليّ وهو بعد لم يخلق في الأرحام ؟ وتزداد الغرابة في غفلة السيد محقق الكتاب عن ذلك ، فلم ينبّه عليه في الهامش .
حلّ العقال في رفع الإشكال :
والّذي يبدو لي أنّه وقع سقوط سطر من أول الصحيفة التي هي بخط ابن إدريس من سهو القلم ، فيكون ذلك مما زاغ عنه النظر وحسر عنه البصر - على

[1] - رياض العلماء 5 : 32 - 33 .

47