البهائي - نسخته ، وهي التي وصلت إلى الشيخ المجلسي الأوّل ، فاستنسخ لنفسه عنها ، وبذلها لمن أراد الاستفادة منها .
وقد كتب صورة كل ما كتبه من تقدّمه على نسخهم ومنهم ابن إدريس ، فقد ذكر بلاغة بالعرض كما مرّ ، وأضاف قوله : ( عورض هذا الكتاب بالأصل الّذي بخط المصنف رحمه الله في سنة ثلاث وسبعين وخمسمائة ، وكتبه ابن إدريس ) [1] .
وإنّي على شك من صحة نسبة هذا النص إلى ابن إدريس ، لأنّ التعبير في معارضته ( بالأصل الّذي بخط المصنف رحمه الله ) تعبير غير مألوف بل غير مقبول بالنسبة إلى الصحيفة السجادية ، لأنّ مصنّفها الحقيقي هو الإمام زين العابدين عليه السلام ، وقد توفّى سنة 95 ، ونسخته من الصحيفة كانت لدى ولده الإمام الباقر عليه السلام ، وأُخرى كانت لدى ولده الآخر زيد بن عليّ عليه السلام ، وهما اللتان توارثهما أبناؤهما .
فكانت نسخة الإمام الباقر عليه السلام لدى الإمام الصادق عليه السلام ، ونسخة زيد عند ولده يحيى بن زيد رحمه الله ، كما هو صريح ما ورد في مقدمتها ، وعنها كتب المتوكّل بن هارون الثقفي البلخي نسخته ، وروايته هي التي تداولها الرواة ، وتعاقبت عليها الأيدي نسخاً وتصحيحاً ومناولة وقراءة ورواية .
فما وصل إلى ابن إدريس رحمه الله هو بعض تلك النسخ التي رواها عن مشايخه كما سيأتي التعريف بهم . فمن المقطوع به ليس المراد في قوله : ( بخط المصنّف رحمه الله )

[1] - الفوائد الطريفة : 19 ، بتوسط الأعلام الجليّة للسيّد حسن الموسوي البروجردي .

41