الحسين بن عليّ بن أبي طالب عليهم السلام رابع أئمّة الشيعة الإمامية ، الّذي اتفق مؤرخو الإسلام على أنّه من أشهر رجال التقوى والزهد والعبادة .
وقد ذكر معظمهم أدعيته التي كان يناجي بها ربّه ، وهي التي ضمتها هذه المجموعة وتبلغ ( 54 ) دعاءاً ، وهي على جانب عظيم من الأهميّة ، ومن يتصفّحها أو يتأمّل معانيها يعرف شيئاً عن مكانة الإمام عليه السلام ( 1 ) .
فهي بمجموعها إضمامة عبقة ينفح طيبُها قارءَها بجوامع الكلم ودرر الحكم ، وهي بحق تعتبر مدرسة لتهذيب النفس من أدران الخطايا ، كما أنّها رسالة تربوية إلى الأجيال ، تدعو الداعي إلى الالتزام بخط التهذيب الإسلامي الصحيح الّذي جاءت به شرعة المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم ، من دون تشويه أو تمويه ممّا أذاعه المغرضون وأشاعه المفسدون من الحاكمين باسم الدين وتسمّوا بأُمراء المؤمنين ! ! الّذي نهق أحدهم فقال وقد سمع صوت المؤذّن يقول : ( أشهد أنّ محمّداً رسول الله ) : ألا دفنا دفناً ( 2 ) . ولم يقصر عنه نغله حين قال : ( لا خبرٌ جاء ولا وحي نزل ) .
هذا والمسلمون قد سمعوا ذلك فلم ينبس أحد منهم ببنت شفة في الردّ عليه ، فكادت الشرعة يقضى عليها حين كاد لها بنو أُمية ، ولم يقف بوجه ذلك

( 1 ) - راجع الذريعة : 15 : 18 تجد تفصيلاً عنها وعن باقي الصحف التي كتبها الأعلام من أدعية الإمام عليه السلام حتى بلغت خمساً . ( 2 ) - مروج الذهب : 4 : 40 أواخر أخبار المأمون تحقيق محمّد محي الدين عبد الحميد ، وشرح نهج البلاغة : 2 : 176 وكشف الغمة للإربلي : 1 : 556 .

36