نام کتاب : حاشية ابن ادريس على الصحيفة السجادية ( موسوعة إبن إدريس الحلي ) نویسنده : ابن إدريس الحلي جلد : 1 صفحه : 27
قال : وحكى ابن حمدون [1] عن الزهري أنّ عبد الملك حمله مقيّداً من المدينة بأثقلة من حديد ووكّل به حفظة ، فدخل عليه الزهري لوداعه فبكى وقال : وددت أنّي مكانك ؟ فقال : أتظن أنّ ذلك يُكربني لو شئت لما كان ، وانّه ليذكرني عذاب الله ، ثم أخرج رجليه من القيد ويديه من الغلّ ثم قال : لا جزت معهم على هذا يومين من المدينة . فما مضى يومان إلّا فقدوه حين طلع الفجر وهم يرصدونه فطلبوه فلم يجدوه . قال الزهري : فقدمت على عبد الملك فسألني عنه فأخبرته ، فقال : قد جاء في يوم فقده الأعوان فدخل عليَّ ، فقال : ما أنا وما أنت ، فقلت : أقم عندي ، فقال : لا أُحب ، ثم خرج ، فوالله لقد امتلأ قلبي منه خيفة ، ومن ثم كتب عبد الملك للحجاج أن يجتنب دماء بني عبد المطلب ، وأمره بكتم ذلك فكوشف به زين العابدين ، فكتب إليه : إنّك كتبت للحجاج يوم كذا سراً في حقنا بني عبد المطلب بكذا وكذا ، وقد شكر الله لك ذلك وأرسل به إليه ، فلمّا وقف عليه وجد تاريخه موافقاً لتاريخ كتابه للحجاج ، ووجد مخرج الغلام موافقاً لمخرج رسوله للحجاج ، فعلم أنّ زين العابدين كوشف بأمره فسرّ به ، وأرسل إليه مع غلامه بوقر راحلته دراهم وكسوة ، وسأله أن لا يخليه من صالح دعائه . أقول : ولمّا كانت أخبار الإمام عليه السلام أكثر من أن تستوفيها هذه الصفحات