فيه ، وبخاصة لمن أخلص لله في ذكرها ، والدعاء بها ) [1] .
لذلك هفت النفوس إليها ، وأقبلت على روايتها ، وتعاملوا معها كتراث إسلامي خالد ، فيه مصدر إشعاع ينير القلوب ، ويربط المسلم بالعقيدة الحقة ، بدءاً من توحيد ربّه وتصديق نبيّه في شريعته وما جاء به من المبدأ إلى المعاد وما بينهما كما تمرّنه على مواجهة أخطار الأحداث بما يدفع عنه في كلّ مرحلة ما لا حيلة له في دفعه إلّا من خلال الاستعانة بالله تعالى .
وحسبه دعاؤه في مكارم الأخلاق وسائر أدعيته لأبويه ولولده ولجيرانه وأوليائه ولأهل الثغور ، ودعاؤه في دفع كيد الأعداء وردّ بأسهم إلى آخر ما هنالك من أدعية يعجز القلم عن وصفها .
2 - ماذا عن ابن إدريس مع الصحيفة السجادية ؟
لقد إنشدّ إليها إنشداداً كبيراً ، فعمل لها كثيراً ، ولا غرابة بعد أن رأى فيها كما قال في مقدّمة حاشيته عليها : ( حلاوة ثمرة أصلها سيد المرسلين ، ونَفَس نفسٍ متصلة بحضرة قدس ربّ العالمين ) لذلك استنسخها وجهد في تصحيح نسختها ، ثم رواها ، وتعدّد إسناده إلى روايتها ، وأخيراً كتب عليها حاشية علّق فيها توضيح غامض بعض ألفاظها اللغوية ، وكان بهذا من أوّل الروّاد في هذا

[1] - الصحيفة السجادية راجعها وكتب مقدمتها : الأُستاذ الشيخ أحمد فهمي محمّد المحامي الشرعي بالجيزة ، ومن علماء مدرسة القضاء الشرعي ، طبع بمطبعة حجازي بمصر سنة 1373 ه‌ .

38