روايتهم لها دليلا على أنهم كانوا معتقدين لصحتها . . . " [1] . هذا ، مضافا إلى أن الأصحاب ( لم يكن لهم كتاب في الاعتقادات - غالبا - حتى يفهم من كتبهم عقائدهم ، بل كان دأبهم نقل الروايات " [2] . وقد يراد بقول النجاشي : هو أنه كان يقول بذلك ، ثم عدل عنه ورجع إلى قول الحق ، ويمكن أن يجعل قول النجاشي - أيضا - " ثقة ، وجه " شاهدا على ذلك ، خصوصا قوله " ثقة " ، فإن جماعة يحكمون على من يقال في حقه ذلك ولم يصرح بفساد مذهبه : أنه عدل إمامي . ويعزز ما تقدم : ذكر العلامة له في القسم الأول من خلاصته مع نقله لعبارة النجاشي المتقدمة ، وكذلك تصحيحه لعدة طرق للشيخ الصدوق إلى جماعة ، وهارون واقع فيها [3] ، وما هذا إلا لعدم رؤيته من عبارة النجاشي ما يدل على فساد مذهبه . وأما ما نسبه المازندراني في شرحه على أصول الكافي [4] إلى الشيخ الطوسي من أن هارون بن مسلم عامي ، فهذا شئ انفرد به ، ولم يتابعه عليه أحد وما في كتب الشيخ ينفي ذلك . الثاني : قد حكم بعضهم [5] على هارون بن مسلم بأنه من المعمرين ، وأنه تجاوز عمره المئة وعشرين سنة وذلك لروايته عن بريد بن معاوية الذي توفي
[1] عدة الأصول : ج 1 ، ص 351 . [2] روضة المتقين : ج 14 ، ص 263 . [3] خلاصة الأقوال ( الفائدة الثامنة ) : ص ط 277 و 279 و 281 ، فقد عد طريق الشيخ الصدوق إلى مسعدة بن صدقة صحيحا ، وكذا إلى القاسم بن عروة ، ومسعدة بن زياد . [4] شرح أصول الكافي ( الطبعة الحروفية ) . ح 2 ، ص 292 . [5] معجم رجال الحديث : ج 19 ، ص 230 - 231 .