لذلك [1] ، وهذا ما يفهم من ظاهر عبارة ابن داود حينما عده في القسم الثاني من كتابه المعد للمجروحين . هذا ، ولكن الحق ما عليه أكثر المحققين من العلماء : من أنه صحيح المذهب ، مستقيم الطريقة . وأما ما جاء في عبارة النجاشي ، فهو إما غير دال على فساد عقيدته [2] ، وحينئذ يكون مراده من ذلك أن له نظرة خاصة في الجبر والتشبيه ، وإلا لو كان اعتقاده هو الجبر والتشبيه لقال عنه : وكان مذهبه الجبر والتشبيه ، أو كان قائلا بالجبر والتشبيه ، وغير ذلك من العبارات الصريحة في هذا المعنى . وقد يكون مراده هو أنه روى أخبار الجبر والتشبيه من دون اعتقاد بهما ، خصوصا وأن له كتابا في التوحيد ، كما تقدم في ترجمته [3] . ويؤيد ذلك ما ذكره الشيخ الصدوق في مقدمة كتاب التوحيد ، فقد قال : " إن الذي دعاني إلى تأليف كتابي هذا أني وجدت قوما من المخالفين لنا ينسبون عصابتنا إلى القول بالتشبيه والجبر ، لما وجدوا في كتبهم من الاخبار التي جهلوا تفسيرها ولم يعرفوا معانيها . . . " [4] . وقال الشيخ الطوسي في معرض جوابه عن العمل بحديث رواه شخص وله روايات في الجبر والتشبيه : " وأما المجبرة والمشبهة ، فأول ما في ذلك أنا لا نعلم أنهم مجبرة ولا مشبهة ، وأكثر ما معنا أنهم كانوا يروون ما يتضمن الجبر والتشبيه ، وليس
[1] انظر : روضة المتقين : ج 14 ، ص 263 ، فإنه نقل ذلك عن بعض الفضلاء . [2] لاحظ : مستدرك الوسائل ( الطبعة الحجرية ) : ج 3 ، ص 674 ، وروضة المتقين : ج 14 ، ص 263 . [3] ص 92 . [4] التوحيد : ص 17 .