1 - محمد بن يحيى ، عن بعض أصحابه ، وعلي بن إبراهيم عن هارون بن مسلم ، عن مسعدة بن صدقة ، عن أبي عبد الله عليه السلام وعلي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن محبوب ، رفعه عن أمير المؤمنين عليه السلام أنه قال : إن من أبغض الخلق إلى الله عز وجل لرجلين : رجل وكله الله إلى نفسه ، فهو جائز عن قصد السبيل ، مشعوف [1] بكلام بدعة ، قد لهج [2] بالصوم والصلاة ، فهو فتنة لمن افتتن به ، ضال عن هدي من كان قبله ، مضل لمن أقتدى به في حياته وبعد موته ، حمال خطايا غيره ، رهن بخطيئته . ورجل قمش [3] جهلا في جهال الناس ، عان [4] بأغباش [5] الفتنة ، قد سماه أشباه الناس عالما ، ولا يغن فيه يوما سالما ، بكر فاستكثر ، ما قل منة خير مما كثر ، حتى إذا ارتوى من آجن [6] ، واكتنز مات غير طائل [7] ، جلس بين الناس قاضيا ضامنا لتخليص ما التبس على غيره ، وإن خالف قاضيا سبقه ، لم يأمن أن .
[1] " الشعف " : شهدة الحب . ( لسان العرب : ج 9 ، ص 177 " شعف " ) . [2] لهج بالامر لمجا : أولع به واعتاده . ( المصدر السابق : ج 2 ، ص 359 " لهج " ) . [3] " القمش " : جمع الشئ من هاهنا وهاهنا . ( المصدر السابق : ج 6 ، ص 338 " قمش " ) . [4] " عان " : كل خاضع لحق أو غيره . ( المصدر السابق : ج 15 ، ص 101 " عنا " ) . [5] " أغباش " : جمع غبش وهو : شدة الظلمة . " المصدر السابق : ج 6 ، ص 322 " غبش " ) . [6] ( الاجن ) : الماء المتغير الطعم واللون . ( المصدر السابق : ج 13 ، ص 8 " آجن " ) . [7] هذا أمر لا طائل فيه إذا لم يكن فيه عناء ومزية ، ويقال للشئ الخسيس الدون : ما هو بطائل . ( المصدر السابق : ج 11 ، ص 414 " طول " )