وقال الوزير نظام الملك الحسن بن علي الطوسي ( ت / 485 ه ) : " عندي أن الحديث العالي ما صح عن رسول الله ( ص ) ، وإن بلغت رواته مئة " [1] . وأنشد أبو بكر بن الأنباري : علم النزول اكتبوه فهو ينفعكم وترككم كتبه ضرب من العنت إن النزول إذا ما كان عن ثبت أعلى لكم من علو غير ذي ثبت [2] وقال غيرهم نحو ذلك . ولا ريب أن ما ذهبوا إليه هو استعمال جديد ، واصطلاح خاص للعلو ، وليس هو المتعارف بين أهل الحديث . نعم ، يصح إطلاقا العلو عليه من حيث المعنى لا غير . وأما لو اجتمع العلو بالمعنى المصطلح مع صحة الاسناد ، فهذا هو الغاية القصوى . أهم مميزات الاسناد العالي : إن من أهم مميزات الاسناد العالي هو قلة احتمال وقوع الخطأ والسهو قال الشهيد الثاني قدس سره في الرعاية : " فبعلوه - أي السند - يبعد الحديث عن الخلل المتطرق إلى كل راو من الرواة ، إذ ما من راو من رجال الاسناد إلا والخطأ جائز عليه ، فكلما كثرت .
[1] لاحظ : فتح المغيث : ج 3 ، ص 25 ، ومقدمة ابن الصلاح : ص 263 ، وتدريب الراوي : ص 349 . [2] الجامع لأخلاق الراوي : ج \ ، ص 188 ، رقم 127 ، وفتح المغيث : ج 3 ، ص 24