responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : توضيح نهج البلاغة نویسنده : السيد محمد الحسيني الشيرازي    جلد : 1  صفحه : 8


الفصل المقدم ذكره معجبين ببدائعه ، ومتعجّبين من نواصعه ، وسألوني عند ذلك أن أبتدئ بتأليف كتاب يحتوي على مختار كلام مولانا أمير المؤمنين عليه السّلام في جميع فنونه ، ومتشعّبات غصونه : من خطب ، وكتب ، ومواعظ ، وأدب . علما أن ذلك يتضمن من عجائب البلاغة ، وغرائب الفصاحة ، وجواهر العربية ، وثواقب الكلم الدينيّة والدّنيويّة ، ما لا يوجد مجتمعا في كلام ، ولا مجموع الأطراف في كتاب ، إذا كان أمير المؤمنين عليه السلام مشرع الفصاحة وموردها ، ومنشأ البلاغة ومولدها ، ومنه عليه السلام ظهر مكنونها ، وعنه أخذت قوانينها ، وعلى أمثلته حذا كل قائل خطيب ، وبكلامه استعان كل واعظ بليغ ، ومع ذلك فقد سبق وقصروا ، وقد تقدم وتأخروا ، لان كلامه عليه السّلام الكلام الذي عليه مسحة من العلم الإلهي وفيه عبقة من الكلام النبوي ، فأجبتهم إلى الابتداء بذلك عالما بما فيه من عظيم النفع ، ومنشور الذكر ، ومذخور الأجر . واعتمدت به أن أبين عن عظيم قدر أمير المؤمنين عليه السلام في هذه الفضيلة ، مضافة إلى المحاسن الدّثرة ، والفضائل الجمة . وأنه عليه السلام انفرد ببلوغ غايتها عن جميع السلف الأولين الذين انما يؤثر عنهم منها القليل النادر ، والشاذ الشارد . فأما كلامه فهو البحر الذي لا يساجل ، والجم الَّذي لا يحافل .
وأردت أن يسوغ لي التمثل في الافتخار به عليه السّلام بقول الفرزدق :
أولئك آبائي فجئني بمثلهم * إذا جمعتنا يا جرير المجامع ورأيت كلامه عليه السلام يدور على أقطاب ثلاثة : أولها : الخطب والأوامر ، وثانيها : الكتب والرسائل ، وثالثها : الحكم والمواعظ فأجمعت بتوفيق اللَّه تعالى على الابتداء باختيار محاسن الخطب ، ثم محاسن الكتب ، ثم محاسن الحكم والأدب . مفردا لكل صنف من ذلك بابا ، ومفصّلا فيه

8

نام کتاب : توضيح نهج البلاغة نویسنده : السيد محمد الحسيني الشيرازي    جلد : 1  صفحه : 8
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست