responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : دلائل الامامة نویسنده : محمد بن جرير الطبري ( الشيعي )    جلد : 1  صفحه : 237


فأطرق هشام طويلا ثم رفع رأسه فقال : سل حاجتك .
فقال : خلفت أهلي وعيالي مستوحشين لخروجي .
فقال : قد آمن الله وحشتهم برجوعك إليهم ولا تقم أكثر من يومك . فاعتنقه أبي ودعا له وودعه ، وفعلت أنا كفعل أبي ، ثم نهض ونهضت معه .
وخرجنا إلى بابه وإذا ميدان ببابه ، وفي آخر الميدان أناس قعود عدد كثير ، قال أبي : من هؤلاء ؟ قال الحجاب : هؤلاء القسيسون والرهبان ، وهذا عالم لهم ، يقعد لهم في كل سنة يوما واحدا يستفتونه فيفتيهم .
فلف أبي عند ذلك رأسه بفاضل ردائه ، وفعلت أنا مثل فعل أبي ، فأقبل نحوهم حتى قعد عندهم [1] ، وقعدت وراء أبي ، ورفع ذلك الخبر إلى هشام ، فأمر بعض غلمانه أن يحضر الموضع فينظر ما يصنع أبي ، فأقبل وأقبل عدد من المسلمين فأحاطوا بنا ، وأقبل عالم النصارى وقد شد حاجبيه بحريرة [2] صفراء حتى توسطنا ، فقام إليه جميع القسيسين والرهبان مسلمين عليه ، فجاء إلى صدر المجلس فقعد فيه ، وأحاط به أصحابه ، وأبي وأنا بينهم ، فأدار نظره ثم قال لأبي : أمنا أم من هذه الأمة المرحومة ؟
فقال أبي : بل من هذه الأمة المرحومة .
فقال : أمن علمائها أم من جهالها ؟ فقال له أبي : لست من جهالها ؟ فاضطرب اضطرابا شديدا ، ثم قال له : أسألك . فقال له أبي : سل .
فقال : من أين ادعيتم أن أهل الجنة يأكلون [3] ويشربون ولا يحدثون ولا يبولون ؟ وما الدليل فيما تدعونه من شاهد لا يجهل ؟ فقال له أبي : دليل ما ندعي من شاهد لا يجهل [4] الجنين في بطن أمه يطعم ولا يحدث .
قال : فاضطرب النصراني اضطرابا شديدا ثم قال : كلا ، زعمت أنك لست من علمائها ! فقال له أبي : ولا من جهالها ، وأصحاب هشام يسمعون ذلك .



[1] في " ع ، م " : نحوهم .
[2] في " ط " : بعصابة .
[3] في " ع " وأمان الأخطار وفي " م " : نسخة بدل زيادة : يطعمون .
[4] في " ط " : قال أبي : الدليل الذي لا ينكر مشاهدة .

237

نام کتاب : دلائل الامامة نویسنده : محمد بن جرير الطبري ( الشيعي )    جلد : 1  صفحه : 237
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست