responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : دلائل الامامة نویسنده : محمد بن جرير الطبري ( الشيعي )    جلد : 1  صفحه : 234


ظنا منه [1] أنه يقصر ويخطئ ولا يصيب إذا رمى ، فيشتفي منه بذلك ، فقال له : إني قد كبرت عن الرمي ، فإن رأيت أن تعفيني .
فقال : وحق من [2] أعزنا بدينه ونبيه محمد ( صلى الله عليه وآله ) لا أعفيك . ثم أومأ إلى شيخ من بني أمية أن أعطه قوسك .
فتناول أبي عند ذلك قوس الشيخ ، ثم تناول منه سهما فوضعه [3] في كبد القوس ثم انتزع ورمى وسط الغرض فنصبه فيه ، ثم رمى فيه الثانية فشق فوق سهمه إلى نصله ، ثم تابع الرمي حتى شق تسعة أسهم [4] بعضها في جوف بعض ، وهشام يضطرب في مجلسه ، فلم يتمالك أن قال : أجدت يا أبا جعفر ، وأنت أرمى العرب والعجم ، كلا زعمت أنك قد كبرت عن الرمي . ثم أدركته ندامة على ما قال .
وكان هشام لا يكني أحدا قبل أبي ولا بعده في خلافته ، فهم به وأطرق إطراقة يرتأي فيه رأيا ، وأبي واقف بحذائه مواجها له ، وأنا وراء أبي .
فلما طال وقوفنا بين يديه غضب أبي فهم به ، وكان أبي إذا غضب نظر إلى السماء نظر غضبان يتبين للناظر الغضب في وجهه ، فلما نظر هشام ذلك من أبي قال له : يا محمد ، اصعد ، فصعد أبي إلى سريره وأنا أتبعه ، فلما دنا من هشام قام إليه فاعتنقه وأقعده عن يمينه ، ثم اعتنقني وأقعدني عن يمين أبي ، ثم أقبل على أبي بوجهه فقال له : يا محمد ، لا تزال العرب والعجم تسودها قريش ما دام فيهم مثلك ، ولله درك ، من علمك هذا الرمي ؟ وفي كم تعلمته ؟
فقال له أبي : قد علمت أن أهل المدينة يتعاطونه ، فتعاطيته أيام حداثتي ، ثم تركته ، فلما أراد أمير المؤمنين مني ذلك عدت إليه [5] .
فقال له : ما رأيت مثل هذا الرمي قط مذ عقلت ، وما ظننت أن في الأرض أحدا



[1] في " ع ، م " : وظن .
[2] في " ط " : تعفيني فلم يقبل وقال : لا والذي .
[3] في " ط " : فتناولها منه أبي وتناول منه الكنانة فوضع سهما .
[4] في " ط " زيادة : فصار .
[5] في " ع ، م " : فيه .

234

نام کتاب : دلائل الامامة نویسنده : محمد بن جرير الطبري ( الشيعي )    جلد : 1  صفحه : 234
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست