responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : دراسة حول نهج البلاغة نویسنده : محمد حسين الحسيني الجلالي    جلد : 1  صفحه : 73


استعمالها في عصر متقدم بمعانيها اللغوية ، بل إن المصطلحات لا تتحقق إلَّا مع سبق استعمالها في اللغة .
4 - أضف إلى ذلك : ان كلّ مؤلف يأخذ القلم بيده ليكتب لابد وان ينظر إلى غاية تأليفه ، وقد صرّح الرضي أنّ غايته هي جمع المختار من بليغ آثار الإمام عليه السّلام من خطب ورسائل وحكم ، فلم يكن هدفه الاسناد ولا بيان حال الرواة ، بل دفعه إلى هذا الهدف ما اختص به من ذوق أدبي ساد عصره ومحفله ، وبالمقارنة إلى ما تيسّر من مصادره نجد أنّه قد اقتطع مقاطع من خطبة طويلة ارتجلها الإمام واقتصر على ما رآه بليغا ، ولم يذكر الخطبة بكاملها ، لأنه لم يجد في غيرها من المقاطع التي اختارها الوصف الذي أراد . وهذا الأسلوب قد خفي على كثير من النقاد والمشككين .
وسيأتي في أسلوب الجمع في شرح الخطبة : أنّ الشريف الرضي كان يلتقط من كلام أمير المؤمنين خصوص الجمل والمقاطع التي يراها جديرة بأن تكون نهجا للبلاغة ، دون غيرها من الجمل والمقاطع ، فراجع . والجهل بأسلوب الرضي هذا أدّى إلى هذه الشبهة ، فراجع .
واكتفي بهذه الشبهة وحلولها لمن أنصف . وبالجملة : لم يستند هؤلاء في نقد نهج البلاغة سوى الظن والتخمين ، وهذا لا يغني عن الحق شيئا ، وكأنّ كل موارد الخلاف في العقيدة أصبحت شبهة حول نهج البلاغة ، وقد أنصف ابن أبي الحديد المعتزلي بقوله : « كثير من أرباب الهوى يقولون : إنّ كثيرا من نهج البلاغة كلام محدث ، صنعه قوم من فصحاء الشيعة ، وربما عزوا بعضه إلى الرضي أبي الحسن وغيره ، وهؤلاء قوم أعمت العصبيّة أعينهم ، فضلَّوا عن النهج الواضح وركبوا بنيّات الطريق ، ضلاله وقلة معرفة بأساليب الكلام - وبعد تفصيل قال : - لأنّا متى فتحنا هذا الباب ، وسلَّطنا الشكوك على أنفسنا في هذا النحو ، لم نثق بصحة كلام منقول عن رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وآله أبدا ، وساغ لطاعن أن يطعن ويقول : هذا الخبر منحول ، وهذا الكلام مصنوع ، وكذلك ما نقل عن أبي بكر وعمر من الكلام والخطب والمواعظ والأدب وغير ذلك ، وكل أمر جعله هذا الطاعن مستندا له

73

نام کتاب : دراسة حول نهج البلاغة نویسنده : محمد حسين الحسيني الجلالي    جلد : 1  صفحه : 73
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست