الشعر وحلاوة الأدب متجاوزا عن الفوارق الطائفية الاجتماعية ، وفيهم من لا يعتقد ما يعتقده ومن لا يلتزم بآداب اجتماعية يعيشها ولعل المراد أعضاء لجنة نظام العقد : حيث ذكر الشريف الرضي لجنة سداسية - كان هو أحدهم - كان يعتزّ بها ويراها ( نظام العقد ودّا وألفة ) ، ومن الطبيعي أنّ الأصدقاء المعنيّ بهم في خطبة نهج البلاغة هؤلاء أو بعضهم ، قال قدّس سرّه في الديوان في اجتماع أصدقائه عنده : < شعر > نظمنا نظام العقد ودّا والفة وكان لنا البتيّ سلك نظام أخي وابن عمي وابن حمد فإنه تباريح قلبي خاليا وغرامي وسادسنا الأزدي ما شئت من أب جواد ومن جد أغرّ همام أحاديث تستدعي الوقور إلى الصبا وتكسو حليم القوم ثوب عرام فنضحي لها طربى بغير ترنّم ونمسي لها سكرى بغير مدام تعالوا نول اللائمين تصامما ونعص على الأيام كلّ ملام ونغتنم الأوقات إنّ بقاءها كمرّ غمام أو كحلم منام من اللَّه استبقي صفاء يضمّنا وطاعة أيام ودار مقام واستصرف الأعداء عنّا فإننّا مذ اليوم أغراض لكل مرام < / شعر > [1] وهؤلاء هم : 1 - البتيّ : وهو أبو الحسن بن أحمد بن علي الكاتب البتّي ( ت / 405 ) الذي رثاه الرضي بقصيدة مطلعها : < شعر > ما للهموم كأنّها نار على قلبي تشبّ < / شعر > [2] ولعل هذه آخر قصيدة للرضي حيث توفي رحمه اللَّه بعده بسنة أي في سنة 406 ه . 2 - أخوه المرتضى علي بن الحسين ( ت / 436 ) . 3 - ابن عمه 4 - ابن محمد : وهو أبو عليّ الحسن بن محمد بن أبي الريان الوزير ( ت / 428 ) .
[1] ديوان الشريف الرضي 2 : 275 - 176 . [2] ديوان الشريف الرضي 1 : 170 .