عصرنا الحاضر إلى المؤلف الشريف الرضي . رابعا : إنّ قوله : « لقد سألت في الزيدية إمامهم الأعظم وغيره فلم يبلغوا بها الرضي » سوء فهم يعرّفنا بموقف الرجل وجهله بأسانيد الزيدية . وإن كنت لا أدري من يعني بالإمام الأعظم ولعله معاصره المتوكَّل على اللَّه إسماعيل بن القاسم ( ت / 1087 ه ) ولعل مسؤولياته الإدارية حالت دون تتبّع إسناده ، فإنّ العلماء الزيود أسانيدهم إلى نهج البلاغة كثيرة ، وأقدمهم عمرو بن جميل النهدي ( ت / 606 ه ) كما ذكره المسوري ( ت / 1049 ه ) في إجازته . خامسا : إنّ دعواه بأنّ من مذهب الإمامية تكفير من لم يكن على مذهبهم « كفرا صريحا لا تأويلا » جهل بفقه أهل البيت عليهم السّلام وبالتاريخ ، وليس في تاريخ مذهب أهل البيت فتوى من أحد من علمائهم بتكفير من ينطق بالشهادتين بالرغم من الحروب الشرسة التي شنها العثمانيون عليهم في العراق وسوريا ، بل الأمر بالعكس وفتوى ابن نوح ومن سار على خطاه ليس منسيا في التاريخ . ونعم ما قال الهادي كاشف الغطاء ( ت / 1361 ه ) : « والشريف إن لم يكن من أفضل الرواة وأوثقهم فهو ليس دون غيره في جميع الصفات المعتبرة في الرواية ، كما أنه يذعن بذلك كلّ خبير ترجم السيد وعارف بحاله . . . ولا أدري لأيّ سبب يقع الريب فيما يرويه الشريف المذكور على جلالة قدره وعظيم منزلته وثقته وورعه ، دون مرويات الجاحظ وابن جرير وأمثالهما من العلماء والرواة ، فيؤخذ بما يرويه هؤلاء بدون تردّد وشك ولا بمطالبة مصدر لذلك أو مستند وعلى أي حال فلا يهمّنا البحث » [1] . وقال أيضا : « إنّ تهمة أمثال السيد من علماء الرواة بغير حجّة ولا برهان بذلك ظلم للحقيقة وخروج عن الطريقة ، وفتح باب لهدم أصول الشريعة والدين ، وزوال الثقة بما في الجوامع الصحيحة » [2] . وهذه دراسة متواضعة استغرقت العطلة الصيفية في النجف الأشرف عام 1385 ه -