وقد جمع الأحاديث العددية الشيخ أبو جعفر محمد بن علي الصدوق ( ت / 381 ه ) في تأليف مفرد بعنوان « الخصال » طبع في النجف الأشرف سنة 1391 ه . كما جمع السيد محمد بن محمد بن الحسن الحسيني العيناثي ( ت / 1068 ح ) الأحاديث العددية من الآحاد والعشرات عن النبيّ والأئمة وغيرهم في كتاب « الاثني عشرية في المواعظ العددية » وطبع في سنة 1322 ه . ثم جاء المتأخرون من المحدّثين وتجاوزوا التقسيم العددي إلى المئات والألوف ، واقتبس ذلك العلماء وكتبوا الألفية في النحو والفقه ، منها الألفية في النحو لمحمد بن مالك الجياني ، والألفية في الفقه لمحمد بن مكي الشهيد الأول . ومن ذلك يظهر بوضوح أن الاهتمام بالنظام العددي - بصورة بدائية - كان في القرآن الكريم والأحاديث النبوية ثم تطوّر حسب تطوّر الثقافة حتى العصور المتأخرة ، ككل الأفكار الانسانية التي تتطوّر بتطوّر الحاجة والضرورة . ولا يمكن للمنصف أن ينكر توافق الآراء في شيء أو أسلوب ، ولا يمكن القول بالاقتباس إلَّا فيما إذا كثر ذلك في الأسلوب المتأخر ، وليس الأمر كذلك في النهج ، فان التقسيم العددي قليل بالنسبة إلى غيره من الأساليب مع أن المواعظ العددية في تراث النبيّ صلَّى اللَّه عليه وآله كثيرة . الشبهة العاشرة - طابع الصنعة وممن نقل عنه التشكيك في نهج البلاغة طه حسين ، فقد نقل عنه سكر تيره د . محمد الدسوقي ما لفظه : « رأيه في كتاب « نهج البلاغة » : ويرى العميد أن كتاب نهج البلاغة ليس كله للإمام علي كرم اللَّه وجهه ، فالنصوص المنسوبة للإمام عليّ في هذا الكتاب يغلب عليها طابع الصنعة ، وما كان الإمام يخطب الأمر بخلا [ هنا تصحيف ، والصحيح : مرتجلا ] كعادة العرب جميعا ، ويقول العميد : ان في بعض كتب التاريخ مثل الطبري والبلاذري خطبا للإمام علي ، وهذه يمكن قبولها وصحة نسبتها إليه ، ثم أليس من