سادسا : سلاسل الإجازات الموصولة إلى الشريف الرضي بطرق عديدة ، ستأتي في أسانيد المؤلف . سابعا : العناية بالنهج عبر القرون بالنسخ والمقابلة والقراءة والإجازة وغيرها كما سيأتي . إرجاعات الجامع وقد أحال الشريف الرضي إلى نهج البلاغة في كتبه الأخرى في مناسبات مختلفة بما يدل بكل وضوح على أنّه هو الجامع للكتاب دون أخيه المرتضى ، كما يدل على اهتمامه واعتزازه بكتاب نهج البلاغة ، وإليك كلامه في مواضع : قال في المجازات النبوية في مواضع ، منها قوله : « ومن ذلك قوله عليه الصلاة والسلام : « أغبط النّاس عندي مؤمن خفيف الحاذ ذو حظ من صلاة » وفي هذا القول استعارة ، لأن الحاذ على الحقيقة : اسم لما وقع عليه الذّنب - إلى أن قال : - لأن الدنيا بمنزلة المضمار ، والناس فيها بمنزلة الخيل المجراة ، والغاية هي الآخرة . فكلَّما كان الواحد منهم أخف نهضا وامتراقا ، كان أسرع بلوغا ولحاقا ، ويبيّن ذلك قول أمير المؤمنين عليّ عليه السّلام ، في كلام له : « تخفّفوا تلحقوا » وقد ذكرنا لك في كتابنا الموسوم بنهج البلاغة الذي أوردنا فيه مختار جميع كلامه صلَّى اللَّه عليه وسلم وعلى الطاهرين من أولاده » [1] . ومنها : « ومن ذلك قوله عليه الصلاة والسلام لأزواجه : « أسرعكنّ لحاقا بي أطولكن يدا » [2] - إلى أن قال : - ومثل ذلك قول أمير المؤمنين عليّ عليه السّلام : « من يعط باليد القصيرة يعط باليد الطويلة » ومعنى هذا القول أنّ من يبذل خير الدنيا يجزه اللَّه خير الآخرة ، وكنّى عليه السّلام عما يبذل من نفع الدنيا باليد القصيرة لقلَّته في جنب نفع الآخرة ، لأنّ ذلك زائل ماض وهذا مقيم باق . وقد ذكرنا ذلك في كتابنا الموسوم بنهج البلاغة » [3] .