يأتون إلى بلد ليس ببلدهم وإلى قوم ليس بقومهم ، وفي زمن ليس بزمنهم ، ولكن لربك شأن في ذلك وهو أعلم » [1] . وهذه صفات عالية يتعذر اجتماعها في شخصية واحدة ، وقد أحسن شاعر أهل البيت السيد صفيّ الدين الحلي ( ت / 752 ه ) بقوله : < شعر > جمعت في صفاتك الأضداد فلهذا عزّت لك الأنداد زاهد حاكم حليم شجاع ناسك فاتك فقير جواد شيم ما جمعن في بشر قط ولا حاز مثلهنّ العباد < / شعر > [2] المقطع العاشر في اختلاف الروايات قال الرضي رحمه اللَّه : « وربّما جاء في أثناء هذا الاختيار اللفظ المردّد والمعنى المكرر ، والعذر في ذلك أنّ روايات كلامه عليه السّلام تختلف اختلافا شديدا ، فربما اتفق الكلام المختار في رواية فنقل على وجهه ، ثمّ وجد بعد ذلك في رواية أخرى موضوعا غير وضعه الأوّل ، إمّا بزيادة مختارة أو لفظ أحسن عبارة تقتضي الحال أن يعاد ، استظهارا للاختيار ، وغيرة على عقائل الكلام . وربما بعد العهد أيضا بما اختير أوّلا ، فأعيد بعضه سهوا أو نسيانا ، لا قصدا واعتمادا » . إنّ اختلاف الروايات حقيقة يواجهه كلّ من له أدنى صلة بالروايات ، سواء النبوية أو العلوية أو التاريخية ، فإن كان ترجيح لإحداها فالضرورة ترجحّها ، وما عدى ذلك
[1] علي والقومية العربية : 122 . [2] ديوان صفي الدين الحلي : 88 - 89 ، وفي آخر القصيدة : إنما اللَّه عنكم اذهب الرجس * فردت بغيضها الاحتداد ذاك مدح الاله فيكم ان فهت * بمدح فذاك قول معاد