responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : دراسات في نهج البلاغة نویسنده : الشيخ محمد مهدي شمس الدين    جلد : 1  صفحه : 69


كهذا إذا ولي عملا مضى فيه على بصيرة ، فلا يرتجل الخطط ارتجالا دون أن يعي حاجات المجتمع ، ويلبي في خططه ومناهجه هذه الحاجات .
وإلى جانب التجربة والخبرة العملية يجب أن يتوفر له مستوى عال من الأخلاق ، فهو كما قلنا ، المرآة التي ينظر بها الشعب إلى الحاكم ، ولذلك فينبغي أن يكون على خلق رفيع يمسكه عن الشطط ومجانبة العدل ، ويستقيم به على الجادة ، ويؤم به قصد السبيل . فالحياء خلق يجب ان يتوفر فيه ، والحياء هنا ليس على معناه المبتذل ، وإنما هو الحياء من النفس . . من تلويثها بالظلم والعدوان والتهاون في القيام بالواجب ، وهذا الخلق يدفع بصاحبه دائما إلى التعالي والتسامي .
ويجب أن تتوفر فيه صفة القناعة ، بان لا يلوث نفسه برذيلة الطمع التي توشك أن تنقلب إلى حقيقة خارجية حين تجد لها محلا في نفس الانسان ، وصدى في تصوراته .
وإلى جانب هذه الميزات يجب ان يجمع بعد النظر ، وأصالة الفكر ، وجودة الفهم ، فهذه الصفات ضرورية لمن أنيط به أمر جماعة من الناس واعتبر مسؤولا عن أمنهم ونشاطهم الاجتماعي .
ولم يكن في زمن الإمام عليه السلام مدارس تعد الموظفين الإداريين ، وتلقنهم الثقافة الإدارية ، لذلك أرشد الامام الحاكم إلى اختيار هؤلاء من بين أبناء الأسر المحافظة على التقاليد ، الآخذة أبنائها بطراز عال من التربية ، العاملة على تنشئتهم تنشئة نموذجية .
قال عليه السلام :
( . . وتوخ منهم أهل التجربة والحياء من أهل البيوتات الصالحة ، والقدم في الاسلام المتقدمة ، فإنهم أكرم أخلاقا ، وأصح أعراضا ، وأقل في المطامع

69

نام کتاب : دراسات في نهج البلاغة نویسنده : الشيخ محمد مهدي شمس الدين    جلد : 1  صفحه : 69
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست