responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : دراسات في نهج البلاغة نویسنده : الشيخ محمد مهدي شمس الدين    جلد : 1  صفحه : 253


تنطوي على حقارات وقبائح كثيرة ، ثم يكون ختامها الموت ، وهو حتم علينا سواء أرضيناه أم كرهناه .
وإذن فهؤلاء الذين يحسبونها مسالمة وادعة دائما ، ويعتبرونها جميلة عظيمة دائما ، ويعتبرونها حلوة سائغة دائما ، مخدوعون إذ لا واقع لما يحسبون ، فهي في واقعها خليط من السعادة والشقاء ، والقلق والاطمئنان ، والشدة واللين .
والإمام عليه السلام يبتغي في هذا اللون الوعظي أن يعرفهم بواقعها ليزهدوا فيها .
والزهد الذي يريده الامام غير الزهد في وعي العامة من الناس .
فالزهد في وعي هؤلاء لا يعدو أن يكون موقفا سلبيا من الحياة ، يشل في الانسان إمكانات الخلق والابداع عنده ، ويحيله إلى إنسان متذائب واهن .
وكلمة ( زاهد ) في وعي هؤلاء تستدعي صورة كائن أقل ما يقال فيه أنه عالة على المجتمع .
أما الزهد عند الامام فهو تعبير آخر عن رأيه السابق في الدنيا والآخرة .
قال عليه السلام في صفة الزهد :
( أيها الناس : الزهادة قصر الامل ، والشكر عند النعم ، والورع [1] عند المحارم ، فإن عزب ذلك عنكم [2] فلا يغلب الحرام صبركم ، ولا تنسوا عند النعم شكركم ) [3] .



[1] الورع . الكف عن الشبهات خوف الوقوع في المحرمات ، وأيضا الكف عن المعاصي مع القدرة عليها وترك الشبهات .
[2] فإن عزب . أي بعد . أي فان عسر عليكم أن تقصروا آمالكم ، وتكونوا في الزهادة على الكمال المطلوب فلا يفوتكم التحلي بفضيلة شكر النعم ، والصبر عند المحرمات .
[3] نهج البلاغة ، رقم النص 79 .

253

نام کتاب : دراسات في نهج البلاغة نویسنده : الشيخ محمد مهدي شمس الدين    جلد : 1  صفحه : 253
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست